بصراحة جاء وقت الحسم؛ فهناك من يبحث عن التتويج باللقب والحصول على بطولة الدوري، وفي المقابل هناك من يبحث عن طوق النجاة باستثناء النهضة الذي حجز مقعد الهبوط مبكراً, ورغم أن جولة هذا المساء وهي الجولة الرقم 25 «قبل الأخيرة» والتي ستقام جميع لقاءاتها يتوقيت واحد إلا أن جميع الأنظار ستتجه صوب استاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض لتشاهد المباراة الأهم بين فريقي الشباب والنصر وتكمن أهمية هذا اللقاء كون النصر بينه وبين الحصول على البطولة نقطة واحدة يريد هذا المساء أن يستخلصها من فك الليث العنيد، وتعادل النصر أو فوزه يعني تحقيق الحلم الذي طال انتظاره وبحصوله على بطولة الدوري يكون قد عاد من جديد لشموخه وكبريائه وعنفوانه إذا ما اعتبرنا أن المقياس الحقيقي دائماً للتميز والقوه لأي فريق هي بطولة الدوري وهذا مقياس في جميع دول العالم, والنصر الذي وقف الحظ في طريقه والشتات والخلافات التي مزقته وابتعد عن تحقيق هذه البطولة منذ عام 1415هـ ولكن يعود الزمن من جديد ويعانق النصراويين المجد، فإذا ما حقق النصر البطولة هذا المساء أو الأسبوع القادم من أمام التعاون ويضمه إلى بطولة كأس سمو ولي العهد فبذلك يعود 34 عاماً للوراء عندما جمع بين الدوري والكأس عام 1401هـ, والنصر من وجهة نظري قادر على حسم الأمور هذه الليلة أن نجح مدربه في كيفية التعامل مع اللقاء وتوظيف اللاعبين حسب امكانياتهم بالمراكز المهمة ومعرفة أماكن ومراكز القوة في الفريق المقابل الذي هو بدوره يبحث عن المقعد الآسيوي ليضمن استمرار تواجده في البطولة القارية الأهم لكل الفرق فهذا المساء موعودون بـ7 لقاءات تقام في نفس الوقت وفي مختلف مدن المملكة فهناك من سيفرح وهناك من سيحزن وفي النهاية هي كرة قدم للمتعة والإثارة نستمتع بها دائماً نبارك للمنتصر ونواسي الخاسر فالرياضة فروسية ومنافسة شريفة ونبيلة وضعه للمتعة وليس للتعصب فشباب هذه البلد يجب أن ينبذوا التعصب والمتعصبين وأن يكونوا دائماً في أجواء رياضية صحية يجمعها الأخوة والحب وكل موسم رياضي والجميع بخير.
لماذا يدفع سامي الثمن وحده؟
قد أكون أنا أول من عارض وانتقد تسليم زمام الأمور الفنية لفريق الهلال للنجم الرياضي والمدرب الحالي سامي الجابر ولم يكن اعتراضي أو انتقادي إن صح التعبير هو من باب انتقاد المدربين أو تقييمهم، ولكن هناك بديهيات وأولويات لكل عمل وصنعه ومقومات لكل وظيفة في هذه الحياة, ومن هذه الأعمال التدريب وقيادة الفرق الكبيرة فنياً فالهلال فريق كبير وزعيم أكبر القارات ونادي بطولات ويحظى بشعبية كبيرة محلياً وخارجياً علاوة على أن لديه نجوم لا يشبع غرورهم ولا يمكن السيطرة عليهم إلا من قبل مدرب يفوقهم خبرة وسناً وإمكانيات ناهيك عن أن أي مدرب يجب أن تكون بدايته من أندية صغيرة أو في أندية كبيرة ولكن على مستوى الشباب والناشئين وهذا ما كان مطلوباً من المدرب سامي أن تكون بدايته ولكن قبل بالمغامرة وسلمت له هذه المهمة الشاقة, ولكن ليس من تلقاء نفسه فهو كبقية المدربين يمتلك عقداً للتدريب ومنح الفرصة من قبل القائمين على النادي ومنح كامل الصلاحية في سابقة قد تكون الأولى فمن خلال هذه المعطيات أرى أن سامي قبل المهمة من باب المحاولة عندما وجد الفرصة ولكن من وجهة نظري الشخصية لا يمكن أن أحمله وحده ما حدث أو يحدث للهلال فهو وجد دعماً وتأييداً من الأغلبية سواء جماهير أو إعلام أو إدارة أو كتّاب، والذي مع الأسف أصبح نقدهم وسخريتهم تفوق ما قاموا به في البداية من تأييد ودفاع عن سامي الجابر والذي لا أحمله أكثر من 20% مما حدث ويتحمل الباقي إدارة ناديه وجميع من أيد الخطوة ودافع عنها وغلبت عليهم العاطفة من دون إدراك لعواقب الأمور أو رؤية للمستقبل وهذه إحدى مشاكل الرياضة لدينا من أشخاص عاطفتهم تفوق عقولهم.
نقاط للتأمل
- أين يتوج النصر؟ كثر الكلام واللغط حوله, فلم يحدد هل هو في نهاية الدوري أم في نهاية الموسم عندما يرعى خادم الحرمين الشريفين النهائي أم هذا المساء إن هو حصل على النقطة المتبقية؟ أسئلة عدة بدون جواب لغياب التنظيم واللوائح.
- قد تكون الإثارة هذا المساء بين الفرق الخمسة التي تصارع للبقاء وعدم الرحيل مع فريق النهضة فلأول مرة تتساوى عدة فرق بعدد النقاط وكل منها يبحث عن طوق النجاة.
- تتطلع الجماهير النصراوية هذا المساء أن تحتفل بفريقها بطلاً للدوري بعد عقدين من الزمن وتأمل أن لا تعود ذكرى مباراة الهلال الأخيرة.
- فوز الفتح الأخير هو حفظ لماء وجه البطل الذي يمثلنا آسيوياً, وفي المقابل قد يكون المسمار الأخير في نعش نادي الاتفاق المتدهور هذا الموسم.
- كل الفرق في كرة القدم يستطيع النقاد والمقيمون معرفة الخلل في آخر الموسم إلا الفريق الأهلاوي يظل لغزاً محيراً فلا أحد يستطيع أن يعرف أين المشكلة هل هي في اللاعبين رغم تميزهم أو في المدرب رغم عالميته.
- لا أتفق مع بعض المصطلحات التي يطلقها رئيس الاتحاد الحديث في الرئاسة فإذا كان هناك من خذله فعليه أن يكون أكثر وضوحاً وصراحة حول هؤلاء ولكن يبتعد عن الكلمات غير اللائقة وغير المحببة في الوسط الرياضي.
- تعود منتصف الأسبوع القادم الفرق السعودية لخوض الجولة الرابعة من البطولة الآسيوية وهي تتذيل المجموعات بين الفرق وهذا غير مقبول وعليها أن تكون أكثر جدية في الحصول على نقاط المباريات المتبقية والتأهل للمرحلة الثانية.
- إذا كانت كرة القدم لا تعترف بالمنطق ولا تنصف من يعمل ويجتهد فمن وجهة نظري أنها قد خذلت نادي التعاون والذي اعتبره الأميز في الأداء وفي العناصر بين فرق دوري جميل ومكانه الطبيعي بين الأربعة الكبار.
خاتمة:
هذا قدرنا نطيب ومالنا منّه **** يطالع الرجل ابوه ويفعل فعوله
اتعبني ابوي جعل ابوي لـ/الجنه **** ماجيت لانصفه ولا ربعه ولا حوله
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.