لوبيز يسكت الأصوات النشاز

بصراحة انشغل الإعلام الرياضي طوال الأسبوع الماضي بين مناد وآخر رافض لإيقاف الحارس الدولي عبدالله العنزي، ورغم أن أي قرار يتخذ هو من اختصاص الجهات المعنية عن الرياضة السعودية وكرة القدم تحديدا إلا أنه مع الأسف هناك من يسعى إلى إيقاف وتحطيم أفضل عناصر الحراسة لدينا وكأنه لا يشكل إضافة للكرة السعودية، لا أستطيع أن أنصل هؤلاء القلة من وطنيتهم ولكن كل ما أستطيع قوله إن ميولهم قد طغت على مصلحة رياضة الوطن، وأعتقد أن من طالب بإيقاف العنزي فهو (أعور) لا يشاهد إلا بعين واحدة وهي عين الميول الشخصية ومحاولة إضعاف المنافسة الداخلية، ولو كان هناك عقول متزنة وعاقلة لما طالبت تلك الشريحة واستمرت في إلحاحها لإيقافه، ولكن المشكلة أن الرياضة لدينا أصبحت مثل العمارة التي بدون أبواب أو حراسة، والكل يدخل بدون استئذان، مما جعل الأمور بدون حسيب أو رقيب، وهنا يجب أن ندرك أن هناك من يحاول أن يهدم أي عمل إيجابي وإلا ما هي مصلحة من يحاول زعزعة الرياضة السعودية، وما هي المصلحة من إيقاف لاعب حالت الظروف دون التحاقه بالمعسكر، فهو في الأساس لم يرتكب جرما أو عملا مشينا وإلا لطالبنا جميعاً بردعه، ولكن هذه العقول التي لا تريد التطور ومن مصلحتها أن يستمر التخلف لأن العقليات التي تحمل مستفيدة ولا تسعى إلى النجاح أبداً ولا يمكن مقارنة حالة العنزي بالآخرين من اللاعبين الذين حاولوا جاهدين وضع حالة مشابهة لوضع حالتهم لأن من المفترض إبلاغ اللاعب بانضمامه للمنتخب وموعد تواجده قبل التوقف، لأن النظام في أي بلد وفي أي جهة لا يلزم أي شخص يتمتع بإجازة أن يطالبه بما يحدث، وأعتقد أن الخطأ كان إدارياً من القائمين على شؤون المنتخب، والأسوأ من ذلك كله هو محاولة إقحام الأخ العزيز سلمان القريني المشرف على المنتخب بحكم نصراويته، ولكن من معرفتي وقربي من أبو حمد ونحن عملنا معا بنادي النصر فهو خارج هذه الحسابات والاعتقادات لأنه باختصار بعيد كل البعد عن المحسوبيات، وأجزم بأن أبو حمد لا يسمح أو يتجاوز لو رأى أن العنزي مخطئ، وسيكون أول من يطالب بمعاقبته لأن أبو حمد باختصار شديد من الناس الذين يرون المصلحة العامة والمفيدة فوق كل شيء دون النظر إلى أي انتماءات أخرى، فلا تجعلوا الناس المرضى ينقلون عدوى الانتماءات والمحسوبيات بهذه السهولة، وبعد هذه الضجة غير المبررة التي كانت تسعى إلى أمر غير منطقي خرج مدرب المنتخب الأول السيد لوبز وحمل نفسه مسؤولية استبعاد عبدالله العنزي، وأبدى المدرب أسفه الشديد لنادي النصر والجماهير السعودية نتيجة التعاطي الإعلامي غير المبرر، وقال بالحرف الواحد: «أتمنى عدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، فاللاعب تأخر وتم استبعاده»، وهذا دليل دامغ بأن اللاعب لم يكن له ذنب فيما حدث، فعلينا جميعاً كإعلام رياضي أن نتعاطى ونتعامل مع مثل هذه الحالات بمنطق وواقعية لمصلحة الرياضة بصفة عامة، فالمنتخب ولاعبوه للجميع وليس لناد عن ناد آخر.

منتخبنا غير مطمئن

بغض النظر عن أهمية لقاء منتخبنا مع المنتخب الإندونيسي التي كانت الأخيرة في التصفيات الأولية لكأس آسيا ورغم أننا متأهلون إلا أنه كان من المفترض التعاطي والتعامل مع المباراة بأكثر جدية، سواء من ناحية التشكيلة أو توظيف اللاعبين، فالحقيقة أننا ما زلنا نحمل ثقافة أقل من ثقافة الاحتراف الرياضي في كرة القدم، فجميع المنتخبات العالمية تلعب مبارياتها الودية وكأنها رسمية، وتعمل على مزيد من الانسجام والاستقرار إلا أن الثقافة التي ما زلنا مع الأسف نحتفظ بها أن أي لقاء تحصيل حاصل يقدم فيه أقل مجهود وبتشكيلة غير مقنعة، والسؤال المطروح إلى متى والمسؤولون عن المنتخبات السعودية لا يحملون ثقافة التميز والعمل على صناعة منتخبات محترمة وبارزة نفتخر بها أمام العالم رغم ما نملكه من إمكانات بشرية ومادية وجغرافية، فمن شاهد لقاء المنتخب الأخير يتصور أنه أقل من أي لقاء في دوري الدرجة الثانية والثالثة، فأضعف لقاء في دوري عبداللطيف جميل هو أفضل وبكثير من مباراة المنتخب الأخيرة، فلا هوية ولا إستراتيجية ولا طعم ولا رائحة فإلى متى ونحن نمني أنفسنا بمنتخب يرفع الرأس كما كان؟ الله اعلم

نقاط للتأمل

- أحمد الله سبحانه وتعالى أنني لا أملك حسابا في تويتر، فما سمعت وما نوقش من خلال بعض البرامج حول ما يطرح في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمر مخجل، بل مقزز وأسأل الله الهداية لمن مارس تلك الأعمال والألفاظ المشينة عبر هذا الموقع.

- جاء التعاطي والطرح مع قضية إبعاد اللاعب عبدالله العنزي عن المنتخب أقل وبكثير ما كنا نتوقع، فلم تحضر الحكمة ولا الموضوعية ولا تفضيل المصلحة العامة إلا في القرار الذي اتخذ من قبل المسؤولين عن هذا الأمر.

- الاكتفاء بخطاب لفت النظر للحارس عبدالله العنزي يؤكد أنه فقط لحفظ ماء وجه المسؤولين، وإن اللاعب ليس له ذنب فيما حصل من تأخير في الإبلاغ عن انضمامه.

- تأخر إنهاء تجديد عقد اللاعب خالد الغامدي دليل على تريث إدارة نادي النصر في عدم ارتكاب بعض الأخطاء التي حدثت في العقود السابقة لبعض اللاعبين.

- أتمنى من الكابتن سامي الجابر التركيز بكل جدية مع الفريق الهلالي الذي يخوض غمار البطولة الآسيوية وترك الإعلام والإعلامين، ويكتفي بالرد من خلال الأداء داخل المستطيل الأخضر فهذه نصيحة محب.

- خسرت الكرة السعودية رؤساء أندية مميزين، فمنهم من رحل ومنهم من استقال، فأتمنى ألا نخسر الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي فهو قامة رياضية وشخصية محبوبة من الجميع.

- غداً تعود المنافسة للملاعب من خلال كأس الملك -حفظه الله- وقد يكون الأبرز لقاء النصر والشباب، فهل يستمر النصر في تفوقه أم يبدع أبناء الليث كما كانوا في الآسيوية؟

- مبروك لجميع المنتخبات العربية التي تأهلت إلى نهائيات كأس آسيا 2015، وأتمنى أن يعود كأس القارة إلى عرينه السابق وفك التميز الذي ما زال لصالح شرق القارة.

خاتمة:

يا رب احفظ لي من أحببت...

وأصلح لي من أنجبت...

واجعل جنتك مكانا لمن فقدت...

ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.