في أغلب الجلسات تجد الكثيرين يشكون من ارتفاع أسعار العلاج بالقطاع الخاص، وموظفو الدولة وذوو الدخول المحدودة هم الأكثر شكوى لأنه لم يطبق التأمين عليهم بعد!.
والحق أن الناس معهم الحق بالشكوى فأسعار الكشف والأشعة والتنويم ترتفع بشكل مطّرد!.
كنت تطرقت إلى هذه القضية قبل فترة تحت عنوان: (أسعار العلاج بالقطاع نار) ويوم السبت الماضي قام برنامج يهتم المسؤولون عنه بطرح قضايا الناس بموضوعية (MBC بأسبوع)، وقدم هذه القضية البالغة الأهمية التي ترهق فاتورتها القلوب والجيوب والمرض ليس خياراً ترفيهياً تذهب إليه أو لا تذهب لكن المرض - أبعده الله عن الجميع - اضطرار لا يفرق بين خفير ووزير.
وقد شاركت في هذه القضية بالبرنامج من خلال الإجابة على المحاور الجيدة التي طرحها مذيعا البرنامج أ. علي الغفيلي وأ. علا فارس، وعلى الرغم من قصر اللقاء فقد لمست تفاعلاً كبيراً من خلال الأصداء التي سمعتها أو قرأتها بمواقع التواصل الاجتماعي، بوصف هذه القضية لامست هماً من أول أوليات المواطنين.
وقد طالبت بالبرنامج كما سبق أن طالبت بالمقال أن يقوم القطاع الصحي الخاص: مركزاً أو عيادة أو مستشفى بإرسال قائمة أسعاره إلى المديريات الصحية بحيث تدرسها دراسة دقيقة، وتتأكد أنه لا مبالغة ولا جشع فيها بحيث تحقق الربح للقطاع الخاص ولا ترهق المواطنين، وبعد ذلك توافق عليها وتعتمدها.
وهنا أشير إلى أن وزارة الصحة ليست هي الملومة وحدها بترك (الجشع) هو الذي يحْكم تقديم هذه الخدمة، بل الجهاز التشريعي مشارك في ذلك، وأذكر بالدورة السابقة بمجلس الشورى أن تم طرح تدخل وموافقة وزارة الصحة على الأسعار، وذلك عند طرح نظام المنشآت الصحية الخاصة، لكن اختلفت آراء الأعضاء حول ذلك، وكعرف برلماني تم التصويت على ذلك ثم أحيل إلى لجنة خاصة واعتقد أنه صدر القرار بعدم الموافقة.
لكن ما دام التأمين على المواطنين لم يطبق بعد فإن على وزارة الصحة المعنية بتقديم الخدمة الصحية للمواطنين أن ترفع للمقام السامي عن هذه القضية التي تثقل كاهل المواطنين، وعليها اقتراح: إشرافها على التسعيرة ووضع هامش ربح معقول لكل منشأة حسب أطبائها وأجهزتها وإمكاناتها، والوزارة ستفيد هي الأخرى عندما يطرح مشروع التأمين على شركات التأمين بحيث تكون فاتورة التأمين معقولة لا مبالغة فيها.
=2=
إنها من قتام الليل وإشراقة الفجر..!
جمال «الحياة» يكون من الزاوية التي نراها منها، ومن الشرفة التي نطل منها عليها ولا يعني هذا أن كل لحظات الحياة سعيدة وهانئة.
إن «الحياة مهما كانت متجهِّمة الرؤى, معْتمة الرؤيا.. فنحن لا نعدم فيها إشراقة الفرحة.. وجمال الابتسامة.. وصفاء المحبة.
كثيرة هي «اللحظات» التي تمر علينا.. نقضم فيها آلامنا لكنْ في المقابل، كثيرةً هي اللحظات التي تنطلق فيها قلوبنا كالعصافير تَفّرد أجنحتها ومشاعرها للابتسامة وللخير.
«السعادة» لن نجدها بالفرح السديمي.. لأننا إذا لم نذقْ طعم التعب فنحن لن نشعر بها.. إن السعادة في هذا المزيج من الدمعة والابتسامة.. من الحزن والفرح.. من قتام الليل وإشراقة الفجر.
=3=
آخر الجداول
بيتان يتدفقان إنسانية للشاعر المهجري إلياس أبوشبكة الذي كان يسمع صياح طفلته والجراح يجري لها العملية:
(رفقاً بها يا مبضع الجراح
إن زدت إيلاماً فضحتَ توجعي
أدميتَ قلب الوالد الملتاح
وجمعتَ بين صياحها وصياحي)