** هناك رواد من أبناء هذا الوطني حفروا الصخر، وكابدوا المعاناة لخدمة وطنهم على كافة المستويات التنموية والصحية والثقافية والاقتصادية
وفي الميدان الثقافي برزت أسماء كبيرة بلورت بمنجز الإنسان السعودي الأدبى والشعري والصحفي منهم من انتقل إلى رحمه الله كالشيخ حمد الجاسر وابن خميس والجهيمان وأحمد السباعي وال حافظ ومحمد فقي، وعبدالرحمن العبيِّد وغيرهم كثير.
وقد وفق المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام باختيار شخصية ثقافية متميزة لتكريمها وتقدير نضالها الثقافي في بدايات الانطلاقة الثقافية لدينا ومن هؤلاء الرموز والرواد الأديب الشاعر: سعد البواردي الذي كان أحد الأسماء التي خدمت الصحافة في بلادنا تأسيساً وعملاً، وأسهم في العطاء الشعري، حيث كان من الأوائل الذين أصدروا دواوين شعرية حظيت بعناية النقاد ومتابعة الأدباء داخل بلادنا وخارجها وقد استمر قلمه يسهم في خدمة الوطن عبر الرأي والفكرة والمشاركة في النقد الموضوعي الذي ينبّه على الخطأ ويسدّد مسيرة التنمية.
إن لدي شاعرنا الأستاذ البواردي حس وطني غامر منذ بواكير عطائه الشعري وسأختم مقالتي عنه بهذه القصيدة التي تفيض حباً لوطنه منذ بداية تعامله مع الكلمة، لقد قالها منذ عشرات السنين وتحدث فيها بإبداع عن عشقه لوطنه وفدائه له وهيامه بهذه الصحراء وعرائسها.
* تلك بلادي يا فلنتينا *
وقد وجه القصيدة الأولى رائدة فضاء دارت حول الأرض «فلنتينا»، وجسد فيها ما سترى في بلاده المملكة العربية السعودية: مدنها وقراها وصحاريها ومساجدها.
* فلنتينا
يا زهرة الفولغا
يا بعثة الأرض إلى الفضاء..
وأنت تعبرين الكون
في مركبة الهواء..
هل أبصرت عيناك شيئا..
اسمه «الصحراء» ؟!..
كثبان رمل أحمر
يدعونه: «الدهناء»..
غابات نخل..
اسمها: «القطيف» و«الأحساء»..
وبلدة ناعسة الجفنين..
اسمها: «شقراء»..
وبئر ماء..
آبار ماء..
عمقها شيء بعيد..
دون ماء..
هل أبصرت عيناك يا فلنتينا
وأنت تعبرين الكون
في مركبة الفضاء..
مساجدا يؤمها العباد..
مزارعاً عاجلها الحصاد..
مرابعاً تزهو بها البلاد
مصانعاً تُقام كالعماد
هياكلاً..تحكي لنا تاريخ عاد
هل أبصرت عيناك يا فلنتينا
وأنتِ تعبرين الكون
في مركبة الفضاء..
حقول نفط تنفث اللهيب
تذيبه..
لينتهي لهيبه إلى ذهب
إلى مبان رحبة..
لا تقبل النصب
إلى كروم..
تمطر الظمآن بالعنب
إلى ذهب.
هل أبصرت عيناك يا فلنتينا
وأنت تعبرين الكون
في مركبة الفضاء
أضواء مكة.. والمدينة
وحمائم الحرم الأمينة
والناقلين الماء فوق ظهورهم
بخطى متينة
والدرب ممتد لنجد
لاهثاً عبر الدفينة
عبر الرمال الحمر
تستوحي على مضض أمينة
هل أبصرت عيناك يا فلنتينا
وأنت تعبرين الكون
في مركبة الفضاء..
هلا تطلعت إلى روابينا ؟..
إلى الجباه السمر..
في صحارينا
إلى رواد البيت
في وادينا
إلى صروح المجد تدعونا
إلى الخطى لها تنادينا
فتدنينا
تلك بلادي يا فلنتينا !!..