تقرأ أو تسمع عن قصص وعبر منها الجميل ومنها ما هو عكس ذلك حدثت في زمن مضى ونجور على زمننا الذي نعيشه ونصمه بأبشع الصور وكأن من حدثت لهم تلك القصص يستحيل وجودهم في الحاضر مع أن الناس تبدلوا وتغيرت مفاهيمهم لكثير من الأشياء الجميلة إلا أن الرائعين والكرماء والطيبين والأوفياء ما زال لهم أثر وتأثير في المجتمعات ولأن المثل العظيمة تعني لنا الكثير فإننا عندما نسمع عن موقف وفاء جميل نتناقله ونكرسه ونمتدح من قام به وعلى العكس من ذلك حينما يصلنا أن أحداً وقف موقفاً معاكساً فإننا نشمئز منه ونكره تصرفه البعيد عما نحب أن نرى الناس عليه.
وزمننا مليء بالقصص العظيمة التي تستحق أن تسطر بأحرف من ذهب وقد سمعت أن رجلاً كبرت زوجته وأصيبت بفقدان الذاكرة وأمراض الشيخوخة ولأنه لا يستطيع القيام بخدمتها لكبر سنه هو أيضا أودعها في دار للمسنين وأصبح يتردد على الدار ليطعمها بيده فجاءه من قال: إنها لا تعلم عن وفائك معها فقال:ولكنني أعلم عن حاجتها إلي وهذه رفيقة العمر التي لا يمكن أن أنسى أنها قامت بخدمتي لعشرات السنين. وهذا شيء جميل ولكن الأجمل أن نتجاوز ذلك فنحسن إلى من أساء انطلاقاً من خلقنا الكريم لا من ردة فعلنا السريعة.
وقفة لأبي تمام:
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ