تعاني ساحة الأدب على العموم وساحة الأدب الشعبي على وجه الخصوص من شح واضح في أقلام النقد الواعية المؤسسة التي تنطلق بنقدها من معرفة عميقة بجميع مدارس النقد، وتدرك أن من واجبها الاهتمام بما يُطرح، وأن همها الملح هو النقد للنقد لا السعي إلى الشهرة من خلال إثارة الزوابع حول النصوص ومبدعيها لإيجاد جيل مستنير من المبدعين الذين يعلمون أن نتاجهم لن يمر إلى القارئ بكل تشوهاته وعلله ونواقصه، وأن هناك ناقداً يقظاً لا يهادن ولا يجامل، ومن ثم ايجاد قارئ يثق بما يطرحه الناقد ليكون حكما ثانيا للنص لديه من الوعي ما يمكنه من قبول أو رفض عمل ما بناءا على أسس متينة أوجدها الناقد.
وبرغم ندرة النقاد بشكل عام فهناك مشكلة أخرى تتمثل في تصدي غير النقاد للنقد ممن يكتبون مجرد انطباعات شخصية لا علاقة لها بالنقد إلى الحد الذي يجعل القارئ العادي يدرك جهلهم بما يجب ان يتسلح يه الناقد الحقيقي وتحكيم أهواء أغلبهم فيما يكتبون عنه.