الشاعر قال له: «نقِّل فؤادك حيث شئتَ.......»
واتساقاً مع قول الشاعر نقول للطير: اطلق جناحك حيث شئت..!!
وللمتأمل: ارسل فكرك حيث شئت..!!
وللخائف، والواثق، والناقد، والسارق، والظالم، والبخيل،.. ولكل ذي هوى ليفعل ما يهواه، ما تملي عليه لحظة انفعاله، أو مسلك رغباته، من الإرسال والتنقّل والانطلاق والسياحة والسفر، والترحل..!!
فهو في خاتمة المطاف سيرسو على خبرٍ..، وأمر، وجني، وحصاد..!!
الشاعر ينتهي بذي اللهو قائلاً: «ما الحب إلا للحبيب الأول»..!!
والطير لا محالة ليس له غير عشه كأول منزل..!،
كما أن المتأمل سيحصد من حيث بلغ به مداه..، وسيجني ما يعود به من حقائق.. ومكاشفة، وتفاصيل..
كذلك الخائف عائد من رعدته بسكينة اطمئنان، أو أكيد حدثٍ..
والواثق حاصد بفرحة، أو بخيبة..،!!
والناقد مصيب فبالغ رأيه.. أو ملوم فخاسر مراده..،!!
والسارق إن نجا بسرقته فحتماً لن ينجو من مذلته،..
وكل متنقّلٍ حيث تشاء له رغائبه، مآله لبدايته إما حاصداً، أو خاسراً..،!!
من حيث يبتدئ الفعل..، تنتهي إليه النتيجة..،
ومن حيث يولد الأمر..، تعود به نقطة البدء لمنتهاها.. ويصل منتهاها لأولها ..
حتى الإنسان يولد جاهلاً ضعيفاً..، فما بلغ من العمر عتياً إلا عاد جاهلاً ضعيفاً..!
هي الدورة الطبيعية التي يتوهم ابتكارَه لفكرتها الإنسانُ، بينما هو الآخذ منها، المنطلق عنها، العائد إليها...!!