لست أنكر على الناشئ رغبته في الظهور..، فتلك رغبات النفوس، لا يبرأ من حماسها إلا ذو خبرة، ومراس، وتجربة طويلة.. وارتواء..!
لذا فإن حماس الناشئين بنوعيهم في مجالات العمل، والإعلام، والإبداع ينبغي أن يعزز..، وتفتح له النوافذ، وتشرع له السبل، وتيسر له الإمكانات..
وللتعزيز سبله العديدة، ووسائله الوفيرة، وأولها أن يمنحهم «ذوو الخبرة» من الوقت ما يحتاجون إليه،.. ومن النصح ما يندرج تحت المسؤولية الاجتماعية بما يصوب عثراتهم..،، ومن الأريحية الإنسانية ما يوفر لهم الوقت ويدلهم على الموارد..، وكل ذلك واجب الدور...، وأمانة التوالي في المسار..
هناك مواقف، ومناسبات، ومواقع، وفجاءات يظهر فيها الناشئة بملكاتهم، وقدراتهم، ومواهبهم،ومهاراتهم يحتاجون إلى احتواء مؤسساتي، وفردي، في الأندية الأدبية، ومراكز التدريب، وورش العمل، وما يتطلع إليه في أنشطة التعليم بمؤسساته جميعها، ووزارة الثقافة، و»أندية الأحياء»، والمكتبات الوطنية، والأدباء - شعراء، وكتاب مقالة، وقاصين -، والإعلاميين، والرسامين، والنقاد، وكل ذي خبرة في مجال يمكن أن يعزز دافعية حماس الناشئة ممن يطرقون أبواب النشر، ويتصدون لكاميرات الإعلام، وبرامج الاتصال...ومجالس الإفضاء..!
وحين يتحقق لهم هذا الاحتواء العام، وتتاح لهم فرص الاحتكاك بالخبرات، والنهل مما يعزز مهاراتهم، ويعين على صقل عثراتهم، وتصويبها.. والوعي بهم بوصفهم القادمين بقوة للحياة..،
فإن مستقبلا مشرقا سيؤول إليه المنجز باختلاف مجالاته..، وأنماطه..، وفعله في حركة تطوير فكري، وإبداعي، وفني..
فالعجلة تدور، والقافلة لا تقف عند مبتدئها، ولا عند منتهاها..
لا نهايات لدولبة الحياة،..وسيرورتها..!
من أجل هذه الحقيقة فإن الناشئة لا ينبغي أن تُطفأ جذوات حماسهم بالنقد اللاذع..، ولا بالإشاحة الموحشة عنهم..!
فقد اختلفت المتغيرات من حولهم، وبات لزاما العناية الفائقة بكل موهبة..، وبادرةٍ ناشئةٍ تُلمح بأمر جميل في مستقبلهم..
إنها متعة، وحصادٌ رضيٌ حين تكرُّ يوما ما ذاكرتُك، وأسماء من احتويتهم أياما، ودعمت مهاراتهم مواقف، وصوبت مسارهم عمرا، وأقلت عثراتهم صدقا، ومكنت مواهبهم تفانيا، وحفزت قدراتهم فرحة، وقد غدوا نجوما في سماء مجتمعهم...،
تلك الرسالة التي تحتاج لأن يتصدى لها الجميع.. دون تفكير في مردود ما..، إلا سعادة الضمير وراحته.