جدة - عبدالقادر حسين:
طلب المغامر الأمريكي كريس هيوز أحد مؤسسي «فيس بوك» شباب الأعمال السعوديين أن يجربوا نظام الامتياز التجاري قبل البدء في إطلاق مشاريعهم الخاصة. ونصحهم خلال ظهوره اللافت في اليوم الختامي لمنتدى جدة الاقتصادي أمس ـ الخميس ـ عدم تقليد الأوربيين والاحتفاظ بهويتهم التي تميزهم عن الآخرين، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية الاستثمار في مشاريع التقنية والدخول في مشاريع صغيرة تخدم المنشآت العملاقة تهدف ضمن سلسلة متكاملة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة. وقال هيوز الذي يطلقون عليه في الولايات المتحدة الأمريكية (الشاب الذي جعل أوباما رئيساً) بعد أن قاد حملته الانتخابية: السعودية لديها ثقافتها وعادتها الخاصة شأنها في ذلك شأن أي بلد آخر.. وليس كل ما يطبق في أمريكا أو أوربا يصلح تطبيقه في السعودية.. كل مجتمع له عاداته وخصوصيته، وخلال زيارتي للمملكة لاحظت تطور السعودية في التقنية والخدمات الإلكترونية، وشاهدت الكثير من الجهات دخلت في مسار التقنية، لذا أنصح الشباب أن يشارك في التطوير التقني والاستفادة من الخدمات التي تقدمها الحكومة عبر إنشاء مشاريع ومؤسسات تقدم الخدمات التقنية. وشدد هيوز على أن توفر المال والسيولة النقدية مع التطور العلمي يساعد الشباب على الإبداع ويدفعهم لإنشاء شركات متطورة وأفكار جديدة، وقال: المال لا يصنع المشاريع.. بل الفكر هو الذي يصنعها، صحيح أن المال يساعد على قيام المشاريع وتحقيقها لكنه ليس كل شيء، ولاشك أن التقنية أثرت على طلب اليد العاملة في السعودية. شأنها شأن كل دول العالم، لذا على كل الدول التي تملك اقتصاد قوي مثل المملكة البحث عن مشاريع جديدة متطورة تحتاج إلى أيدي عاملة في مختلف التخصصات.. حتى يتم سد ثغرة الزيادة المطردة في الأيدي العاملة وامتصاص البطالة ولابد أن تكون من المشاريع التي تؤدي إلى خدمة التنمية.وأضاف هيوز الذي يعد من أكثر شباب العالم ثراءً: دخل الفرد في القرن الـ21 مقارنة بالتسعينات هبط بما قيمته10%.. يتصور البعض أن زيادة الرواتب ساهم في زيادة الدخل، لكن الواقع يختلف عن ذلك، فزيادة الأسعار أدت إلى التضخم الذي التهم أي زيادة، بل أنه يلتهم المبلغ الأساسي، ولاشك أن التطور التقني ساهم في تقليص الطلب على اليد العاملة، فعلى سبيل المثال النظام الضريبي الأمريكي السابق كان يجبر الفرد على الاستعانة بمحامين وقانونيين، الآن أصبح برنامج على الكميوتر قيمته 49 دولار يحل المشكلة ويختصر الوقت، الأمر الذي قلص الاستعانة بخدمات الاختصاصيين وأدى إلى بطالتهم لدرجة أن جهاز واحد أصبح يعمل عليه شخص واحد مقابل 16شخص في فترة سابقة. ونصح هيوز رواد الأعمال السعوديين الأخذ بنظام الامتياز التجاري الذي لايحتاج إلى مبالغ كبيرة ويساعد في تطوير وتنمية الأعمال وخلق فرص وظيفية، والتطوير بما يتناسب مع ثقافتهم وعادتهم وتقاليدهم ومن ثم يستطيع الشخص بعد حصوله على الخبرة الكافية أن ينشيء المشروع الخاص به، وقال موجهاً كلامه للشباب: حاولوا دائما انشاء منشآت صغيرة لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة.. خصوصاً تلك التي تقدم خدمات أو صناعات للمنشآت الكبيرة، لتصبحوا ضمن سلسلة اقتصادية كبيرة تحتاجكم وتحتاجونها.. وتضمنوا بالتالي في تسويق منتجاتكم، فالدول الناشئة كلها تسير في هذه الحلقة الاقتصادية، لأن المصانع الكبيرة تحتاج تغذيها بالمشاريع، وهذه العملية الاقتصادية تساهم بشكل كبير في خلق فرص وظيفية كبيرة وغير تقليدية. وعرج الشاب الأمريكي الثري على تجربته العبقرية.. فقال: في البداية حاولنا التفكير في أشياء جديدة يحتاجها السوق، ولاحظنا وجود ثورة علمية تشغل العالم كله.. حاولنا أن نواكب العصر من خلال إنشاء الفيس بوك، وقد وجدنا صعوبات كبيرة في البداية عندما بدأنا في ترويجه بين زملاءنا في الحرم الجامعي، لم يكن هناك إقبال شديد لأن الموضوع كان جديدا، لكنه تحول مع الوقت لأحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي. وهيوز (30 عاماً) يعرف في الإعلام الأمريكي بـ «الشاب الذي أتى بالرئيس أو الفتى الذى جعل أوباما رئيسا»، حين ترك «فيس بوك» في مطلع 2007 للعمل لصالح مرشح الرئاسة وقتها، باراك أوباما.