ستعرف مدى مهنية الشخص العامل في مجال تداول الرأي والرأي الآخر، حينما يكون هناك رأيٌ يمسّ فكره أو عطاءه.
فإذا هو تعامل مع هذا الرأي على أساس أنه حرية رأي مكفولة لكل من ينشر عنده، فهو يملك من المهنية ما يؤهله ليكون جديراً بالمنصب الذي يتبوأه.
أما إذا ضاق صدره بهذا الرأي، أو حاول أن يجد مبرراً لعدم قبوله أو عدم نشره، فإننا سنكون أمام ديكتاتور انتهازي، يستغل الساحة التي يديرها لكي يمرر ما يجعل الآخرين يظنون أنه حر وأن مساحته حرة، وعند مواجهته لاختبار صغير مثل هذا الاختبار، يسقط على رقبته، فيكسرها ويكسر رقبة ساحته، بمن فيها!
إننا نختبر يومياً حجم المهنية والمصداقية في المطبوعات التي نقرأها، وفي القنوات التي نشاهدها، وفي الحسابات التي نتابعها.
وليس صعباً على أيٍّ منا أن يكتشف كم هو فلان صادق أو انتهازي أو قمعي أو تصفوي أو تكفيري أو أجندّوي أو ضيّق الصدر.
لن تنطلي علينا محاولات من يحاول أن يوهمنا أنه غيور على الدين أو على الوطن أو على مبادئ أو أخلاقيات حرية التعبير! كل هذا سينكشف أمام الاختبارات اليومية التي تستجد على الساحة، والتي بفضل الله ثم بفضلها، صار من السهل علينا تمييز الخبيث.
مهما كانت سطوته وجماهيريته، من الطيب، مهما كانت بساطته ومحدودية انتشاره.