في حلقة «ساعة شباب» التي بثتها اذاعة جدة صباح السبت الماضي، اتفق ضيوف الحلقة على أن «التسليك» صار جزءاً من ثقافتهم وتعبيرهم اليومي المُعاش، على الرغم من أنه مصطلح يختلط فيه الكذب بالاستخفاف.
أحد الشباب يقول:
- إذا ما تسلك لمدرسك أو لمديرك أو لخوياك، ما تقدر تعيش.
ولو نلاحظ نمط حياتنا اليومية الراهنة، سنجد أن الأبناء يسلّكون لأولياء أمورهم، وبأن أولياء أمورهم يسلكون لاخوانهم وجيرانهم وزملائهم في العمل.
لن أحاول أن أحلل أو أن أعظ وأرشد. أنا أراقب الحالة وأشخصها، وقد أكون ويكون المحللون والواعظون أكثر من يسلك للآخرين! لكن المهم في الموضوع، أن ننتبه للأمر، وألا نعتبر ما يحدث أمامنا حقيقة، بل مجرد تسليك، لكي لا نعطيه أكبر من حجمه الطبيعي، ونتخذ حياله قرارات مؤثرة. ولو أن الوضع يسمح بأن تسأل زميلك أو جارك:
- لا يكون تسلّك لي؟!
ويجيب عليك:
- لا والله. أمس كنت أسلّك لك، اليوم لا.
لكانت المسألة بسيطة، و لكان الواحد منا مطمئناً بأنه لن يُخدع بالكذب عليه أو بالاستخفاف به.
وعموماً، ليجرب أي واحد منكم هذه الوصفة. ليسأل ابنه مساء اليوم، إذا كان قد حل كل واجباته وراجع كل دروسه!
سيكون الجواب طبعاً:
- ولدك ذيب يابوي، لا تخاف عليه. إن شاء الله، الأول على المدرسة هذا التيرم.
هذا هو نموذج حقيقي للتسليك المدرسي. وهناك طبعاً عشرات الأنواع من التسليك.