زرت معرض القاهرة الدولي للكتاب في عدة مناسبات مختلفة .. وفي كل مرة أجد نفسي متفاجِئاً بالحركة التي لا تتوقف في المعرض.
أتذكر أنني زرته بصحبة صديق شاعر .. مررنا بخيمة الشعر .. استوقفنا أحد العاملين بالمعرض وسألنا: هل من بينكم شاعر يود المشاركة بإلقاء قصائده؟ .. هكذا وبكل بساطة شارك صديقي في خيمة الشعر، وكنت واقفاً أستمع لعدم توفر كرسي شاغر في الخيمة التي امتلأت مقاعدها بجمهور أكثره من الشباب!
يوفر المعرض خياماً أخرى للقصة والرواية والنقد، كما تعرض مسرحيات لفرق شابة تبحث عن الضوء والدعم، وهو ما يوفره المعرض لهؤلاء الشباب.
الأجمل في المعرض هو في سور الأزبكية الذي يوفر كتباً مستعملة بأسعار زهيدة، وكنت قد اقتنيت عدة كتب ظللت لسنوات أبحث ولو عن نسخ مصورة منها.
أورد هذا النموذج وبإمكانياته البسيطة إلا أنه يُعد من أكبر معارض الكتب الدولية على مستوى العالم .. بساطته لا تعني التقليل مما يقدم بل قي قدرته على صناعة الدهشة وفي ظل إمكانات مادية تعد بسيطة نسبة لمعارض دولية أخرى منافسة.
المال وحده لا يصنع البهجة.. قد يوفر لك مبنى على أحدث طراز معماري وبوسائل تقنية متطورة، لكن التحدي هو في كيفية استثمار هذه الموارد في تنظيم معرض للكتاب يوفر خيارات متعددة للزائر، لا أن تجعله فقط معرض بيع الكتب!
معرض الرياض للكتاب يتطور ويقدم أفكاراً جميلة مثل إطلاقه جائزة الكتاب للمؤلف السعودي، وتكريم الرموز الثقافية عبر تسمية ممرات المعرض بأسماء ثقافية تتبدل مع كل دورة جديدة للمعرض .. لكن هل هذا يكفي؟
أظن أن القائمين على تنظيم المعرض بحاجة إلى الاستماع لآراء متنوعة للمهتمين بالكتاب وبالنشاط الثقافي بصفة عامة للاستفادة في تطوير برامج المعرض ليصبح أكثر من مجرد معرض للكتاب.
وهنا أقترح توزيع استبيانات على عينات عشوائية على زوار المعرض للاستفادة من الآراء المعروضة، لأن هذا المعرض هو للجميع وليس خاصاً بالمنشغلين بالشأن الثقافي، ومن المهم الاستجابة للمعطيات التي تقدمها الاستبيانات، إذا أردنا فعلاً أن يكون معرض الرياض الدولي أكثر من مجرد بيع للكتاب!