حرية (التربية الأمريكية) ؟!

لن نكون أكثر حرية من (الخواجات) في طريقة تربية الأبناء المُعلنة على الأقل، ولا يمكن المقارنة بين النموذج الغربي والعربي في مجال الضوابط والموانع التربوية، في الجانب الظاهر من المراقبة العائلية أو القوانين التنظيمية أو العرف المجتمعي!.

ولكنها رسالة لكل أب يعتقد أن النموذج الأمريكي والغربي في التربية يعني (ترك الحبل على الغارب)، وإطلاق العنان لحرية مزيفة في تربية الأبناء، الأجانب (آباء) مثل العرب تماماً يخشون على أبنائهم، ويحاولون الوصول بتربيتهم إلى مستويات مثالية وفق عادات ومعتقدات يؤمنون بها، ونشأت مجتمعاتهم عليها، قد تكون حياتهم فيها شيء من الحرية الظاهر، والانفتاح السلوكي، ولكن الضوابط الأخلاقية والتربوية تبقي هي المرجع للأمة!.

لنأخذ ظاهرة المغني الكندي الشاب (جاستن بيبر) 19 سنة، الذي بدأ نجمه في السطوع أخيراً، وحقق شهرة عالمية منقطعة النظير في الأوساط الشبابية، حتى أن الهوس بين الشبان والفتيات في أمريكا وحدها وصل ذروته بتقليد تسحيب الشاب (لقدميه على المسرح) أثناء السير للتعبير عن الإعجاب به، ولكنه مغني (بجح) كما يُطلق عليه في فلوريدا بسبب سلوكياته الأخلاقية غير المنضبطة!.

هذا الشاب يواجه الآن مشاكل عديدة من المجتمعين الأمريكي والأوربي، فالأمريكان جمعوا نحو (100 ألف توقيع لمطالبة أوباما بطرده) لأنه يمثل نموذجا سيئا للشاب الأمريكي ويخشى أن يؤثر على المراهقين بتصرفاته، كما أن ملهى ليليا في (بريطانيا) رفض دخوله خوفاً على سمعة (زبائنه)!.

وهو يواجه محاكمة مقررة في فلوريدا (الأسبوع المقبل) بسبب قيادة السيارة تحت تأثير المخدر مع أنباء عن تأجيلها إلى موعد لاحق، بل إن سكان أحد الأحياء الراقية في أتلانتا عاصمة جورجيا الأمريكية اعترضوا رسمياً قبل يومين فقط على فكرة انتقال الشاب للسكن بينهم، وخشي أولياء الأمور على أبنائهم من المغني الذي سيجلب الضوضاء والفوضى إليهم!.

السيدة الأمريكية الأولى (ميشال أوباما) قدمت هي الأخرى نصائح إلى والدة المغني، وقالت عبر موقع (بوليتيكو) إنها لو كانت مكان والدته لاقتربت منه أكثر، لمعرفة ما الذي يدور في رأسه ومنهم المحيطين به الذين يؤثرون عليه، وشددت (أوباما) على أهمية التعرف على أصدقاء الأولاد... الخ!.

أشعر بالخجل، عندما أقارن بعض سلوكيات حرية التربية الخاطئة لدينا بما سبق!.

لأن حرية الأمريكان تعني أنهم يخافون على (عيالهم أكثر) ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.