أكثر الدراسات العالمية (الصادمة) تقول إن نصف سكان الأرض سعداء، ولكنهم لا يشعرون بالسعادة؟! بل إن (سونيا ليومبوسكي) أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا في دراستها الأخيرة (كيف تساعد الناس ليصبحوا سعداء؟) تقول إن المشكلة تكمن في (المقارنة)؟!.
ولتعريب الجملة، المقصود هو (الحسد) والعين (الضيقة)، على رأي إخواننا المصريين!
ثبت علمياً أن السعداء (لا يقارنون أنفسهم بالآخرين، ولا ينغمسون في تأملات سلبية عن الذات، وإنما يتأملون الأحداث الجيدة، ويشعرون بمسؤوليتهم عن نجاحهم أو فشلهم)!
الحسد والغيرة والمثالية والإحباط عوامل تدمر (خلايا السعادة) لدى الإنسان. أعتقد أن الأمر تجاوز الفردية، وأصاب حتى المنظمات والجمعيات والمؤسسات، بل حتى الدول التي يحسد بعضها بعضاً، ويغار بعضها من أي إنجاز يرونه عند غيرهم؛ فلا يشعر أهل هذا البلد بالسعادة تجاه أي منجز (محلي)؛ لأنهم ينظرون إلى غيرهم، ويقارنون أنفسهم بالآخرين مهما اختلفت الظروف والمسببات والمناخات!
الفرق بين الغرور والثقة في النفس شعرة، واستبدال الإحباط بالتأمل والـتأني خطوة نجاح، والمثالية من ألد أعداء (الشعور بالسعادة)، فالإنسان لا يكافئ نفسه أو من حوله على أي منجز تم تحقيقه على اعتبار أنه واجبٌ أو أمر لا يستحق. انظر للناجحين، فبمجرد تحقيقهم أي (أمر) يذكرونه في منابرهم مهما كان بسيطاً، ويشيدون به بينهم، ويتبادلون التهاني على تحقيقه، بينما المُحبط مهما حقق من إنجاز فإنه ينغمس في شراك عدم الاقتناع، والإحساس بالنقص والحاجة، والمشوار الطويل.. إلخ!
العالمة الألمانية (بورغل) تقول: اجترار الألم عند وجع الأسنان، أو وقوع حادث صغير لك، أو فقدان عزيز، أو فشل حب، أمر غير صحي، فلا تحبس نفسك في الشعور بالألم فقط، بل ارفق ذلك بتذكر بعض المنجزات الصغيرة التي قمت بها؛ حتى يتغير مزاجك تدريجياً، بفضل القوة الكامنة (بداخلك)؛ لأنه ثبت علمياً أن الشعور بالسعادة يأتي بالتدرب والتعليم؟!
إذاً، الخلاصة العلمية تقول «من يكرم نفسه ويدربها على السعادة سيصبح سعيداً حتى في أحلك الظروف وأصعبها»!
وبالطبع، لا يمكن أن ننهي المقال دون الإشارة إلى أننا (نحن المسلمين) سعداء بتمسكنا بديننا وتعاليمه، الذي يقودنا للسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة!
وعلى دروب الخير نلتقي.