فاصلة:
((على النيّات ترزقون))
-مثل عربي-
ما الذي تشعر به وأنت تخالف قواعد المسؤولية في عملك فتنشر الأسرار؟
هذا هو الاستهتار الذي دفع برجل أمن لتصوير جريمة قتل مواطن واتهمت فيها الزوجة وشخص معها.
وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف أمر بالتحقيق مع الذين خالفوا مبادئ وقواعد وضوابط العمل الأمني، من خلال تصوير ونشر لقطة فيديو لمسرح الجريمة، وهذه خطوة رادعة لكل رجل أمن.
لكنا ماذا فعلنا نحن؟
في «الواتس اب» بدأت بعض النساء تجرم المرأة المتهمة وتشتمها وتم تداول صورها مع تعليقات جارحة.
أتساءل كيف نفهم مسؤوليتنا عما نتداوله من أخبار؟
كيف نتعامل مع الأحداث؟ ولماذا دائما نكون القضاة الذين نصدر الأحكام؟
لماذا لا نتوقف ونسأل أنفسنا عن مسؤوليتنا تجاه خبر نرسله عبر «الواتس اب» أو صورة ننشرها لامرأة بنية جلب مزيد من طاقات الغضب والسخط عليها.
شخصيا لا أعرف تفاصيل هذه الجريمة وحين أفكر أن أناقشها على أن أعرف تفاصيلها من مصدر موثوق وليس من أفواه غير مسؤولة!
رجل أمن صور الحدث ونقله عبر «الواتس اب» دون أدنى مسؤولية وتبع ذلك سخط وغضب من المتلقين الذين قاموا بنفس دوره اللامسؤول في نشر الخبر.
أنا هنا لا أبرر الجريمة إنما أتساءل عن مفهومنا لقوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
ماذا لو أن موظف الأمن عندما صور مسرح الجريمة سأل نفسه لماذا أفعل ذلك؟ ما نيّتي؟
وماذا لو أن كل منا قبل أن يساهم في نشر صورة المتهمة سأل نفسه لماذا؟ وما هي نيّتي؟
للأسف أننا لا نتوقف عند نوايانا للحظة وإلا لتغيرت جميع سلوكياتنا.