يلتقي اليوم الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس 270 شاباً وشابة إسرائيليين، يمثلون الأحزاب والتجمعات الإسرائيلية كافة، وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات التي تعقدها قيادات فلسطينية مع ممثلين عن المجتمع الإسرائيلي؛ من أجل نقل وجهة النظر الفلسطينية بخصوص حل الدولتين وإرساء السلام.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، محمد المدني: إن هذه الخطوة تهدف في الأساس إلى إيصال الرسالة الفلسطينية للمجتمع الإسرائيلي حول المقترحات المطروحة من أجل إنهاء الصراع.
وأوضح المدني أن هناك في إسرائيل حالياً نوعين من الآراء تجاه الفلسطينيين في ظل تراجع دور اليسار، رأياً غير مبالٍ بالحل مع الفلسطينيين، وآخر يمينياً تحريضياً ضد الفلسطينيين، ونحن نسعى من خلال هذه الخطوات إلى تغيير تفكير الجانبين.
وأوضح المدني أن أكثر من 1400 شاب وفتاة إسرائيليين طلبوا المشاركة في هذا اللقاء، أثناء الإعداد له بالتنسيق مع جهات إسرائيلية، وأنه تم إجراء قرعة بينهم من أجل خفض العدد إلى 270. وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى أن الرئيس عباس سينقل للوفد الشبابي الإسرائيلي التصورات الفلسطينية من أجل إنهاء الصراع، وترسيخ حل الدولتين، والمطالب الفلسطينية بخصوص القضايا النهائية مثل القدس واللاجئين.
في غضون ذلك، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» على لسان عضو لجنتها المركزية اللواء توفيق الطيراوي: «إنه لا يمكن التوصل لاتفاق سلام لا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، ولا حتى حكومة إسرائيلية قادمة؛ لأن الظروف السياسية الحالية تشهد اختلالاً في التوازن بين طرفي النزاع». وقال اللواء الطيراوي في تصريح صحفي: إن الإسرائيليين يستطيعون أن يتوصلوا إلى سلام، لكنهم لا يريدون ذلك؛ لأنهم ينطلقون من عقيدة دينية بأن هذه الأرض وفقاً لمعتقداتهم لهم، وهذا غير صحيح ولا حقيقي. وأشار اللواء الطيراوي إلى أن التفاوض مع إسرائيل هو أحد أساليب المقاومة، وقد يكون هو الأسلوب الأقل ضعفاً، لكنه أسلوب للوقوف في مواجهة المحتل؛ لتثبت القيادة الفلسطينية للعالم أن هذا الاحتلال بداعميه الأمريكان محتل ومتغطرس، يحتل أرض فلسطين وشعبها، ويقوم بممارسات عدوانية، وحتى تكشف المفاوضات للعالم أن الفلسطينيين طلاب سلام، أما الاحتلال فهو لا يريده.
وعلى الجهة المقابلة، تظاهر آلاف المستوطنين «الخميس» في المنطقة المعروفة بـ«E1» شرق القدس المحتلة للمطالبة بالبناء الاستيطاني في المكان ورفض التفاوض مع السلطة الفلسطينية والتنديد بما أسموها محاولة «تقسيم أرض إسرائيل».
وكان من ضمن الحاضرين حاخامات وأعضاء كنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، الذين أقاموا مهرجاناً خطابياً في المكان بهذا الشأن.
ونقلت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي عن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي «أوري أريئيل» قوله: «إن هذه الأرض لن تقسم، وإن إسرائيل لن تخضع للضغوطات، ولن تقوم أي دولة ما بين النهر والبحر سوى دولة إسرائيل اليهودية»، وفق قوله.
وأضاف الوزير الإسرائيلي المتطرف «إسرائيل تلقت الصواريخ عبر مدنها عندما انسحبت من غزة، وهذا ما سيحصل لو انسحبنا من هنا (من القدس)».
مطالبًا رئيس حكومته «بنيامين نتنياهو» بالإيفاء بوعده، والبدء في بناء مستوطنة «مفسيرت أدوميم» في المكان.