أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي السبت انتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت إلى طريق مسدود، من دون أن يعلن موعدا جديدا لها، عازيا هذا الإخفاق إلى رفض وفد النظام السوري جدول الأعمال.
وقال الإبراهيمي للصحافيين «اعتقد انه من الأفضل أن يعود كل طرف إلى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقول ما إذا كان يريد أن تستمر هذه العملية».
وكان من المتوقع أن تنتهي السبت الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت الاثنين، وان يحدد الإبراهيمي بالتوافق مع الوفدين موعدا لاجتماع جديد.
ولكن بعد رفض وفد الحكومة السورية جدول الأعمال قرر الإبراهيمي أن يعود كل طرف إلى دياره من دون تحديد موعد جديد، لإعطاء الوقت للجميع للتفكير.
وقال الإبراهيمي «إن الحكومة السورية تعتبر أن أهم مسألة هي الإرهاب، في حين ترى المعارضة أن الأهم هو سلطة الحكومة الانتقالية (...) اقترحنا أن نتحدث في اليوم الأول عن العنف ومحاربة الإرهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم أن يوما واحدا غير كاف للتطرق إلى كل موضوع».
وأضاف «للأسف رفضت الحكومة، ما أثار الشك لدى المعارضة بأنهم لا يريدون التطرق إطلاقا إلى السلطة الحكومية الانتقالية».
واعرب الإبراهيمي عن «الأسف» واعتذر «من الشعب السوري الذي علق آمالا كبيرة» على هذه المفاوضات.
وتابع «آمل أن يفكر الجانبان بشكل أفضل وان يعودا لتطبيق إعلان جنيف» الذي تم تبنيه في حزيران / يونيو 2012 من قبل الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ حوالي ثلاث سنوات.
دولياً اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت أن فشل المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة يشكل «إخفاقا كبيرا»، محملا النظام مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت أن فرنسا «تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم» بعد فشل المفاوضات في جنيف.
وكان الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي صرح السبت بأن جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون «مضيعة للوقت».
وقال صافي إن «جولة ثالثة بدون التحدث عن عملية انتقالية ستكون مضيعة للوقت»، وذلك بعدما أنهى الإبراهيمي المفاوضات دون تحديد موعد جديد مع عدم موافقة الوفد الحكومي على جدول الأعمال.
في المقابل، صرح رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري بأن «الاعتراض كان على القراءة الاستنسابية الانتقائية من الطرف الآخر لمشروع جدول الأعمال».
وأضاف «نحن وافقنا على جدول الأعمال الذي تقدم به الوسيط الدولي، الخلاف بدأ عندما قدم الطرف الآخر تفسيره الخاص لجدول الأعمال بحيث يخصص يوم واحد لمكافحة الإرهاب ومن ثم يوم آخر لهيئة الحكم الانتقالية بدون أن ننهي موضوع الإرهاب».
وتابع الجعفري «أرادوا أن يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الإرهاب مفتوحا إلى اللانهاية وكل همهم الانتقال إلى البند الثاني دون قراءة مشتركة لموضوع مكافحة الإرهاب».
واكد «أننا قلنا للوسيط الدولي إن الأجواء التي تحيط باجتماعات جنيف لا تنبئ أبدا بحسن نوايا لدى الطرف الآخر».
وتوقفت المفاوضات لأسبوع قبل أن تستأنف جولتها الثانية الاثنين الفائت، وتوقفت السبت من دون تحديد موعد لجولة ثالثة.
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف الجمعة «بوضوح، يجب أن يضغط الروس على النظام السوري بشكل أقوى مما قاموا به حتى الآن».
كما صرح الرئيس الأمريكي باراك اوباما الجمعة خلال لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني أن الولايات المتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بأن النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام، أودى بحياة اكثر من 140 ألف شخص.
وقال المرصد في بريد إلكتروني انه وثق «استشهاد ومقتل ومصرع 140041 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية»، في إشارة إلى الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، التي بدأت منتصف آذار / مارس 2011، وتحولت بعد اشهر إلى نزاع دام.
من جهة أخرى، أفاد المرصد بأن مناطق في منطقة القلمون الاستراتيجية، شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية تعرضت السبت للقصف من قبل القوات النظامية، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا الواقعة شمال العاصمة.