سيصدر قريباً كتاب «هاشتاق العبدة»، لمؤلفته الكابتن طيار نوال الهوساوي، وهو خلاصة للتجربة التي مرتْ بها، حين وصفتْها امرأةٌ أخرى في أحد أسواق مكة المكرمة بالعبدة، وبعد أن نشرت عبر موقع تويتر قصصاً عديدة لنساء وفتيات وأطفال، واجهوا مثل هذا التمييز العنصري البغيض.
المتابع لهذه القصة، سيلاحظ أن نوالاً تعاملت مع الحدث، منذ البداية، تعاملاً عقلانياً، وواضح جداً أنها كانت ترغب أن تستثمر القصة، لصالح توعية المجتمع.
فعندما كانت نوال مع أسرتها في أحد المراكز التجارية، تعرّضت لإساءة لفظية من قبل سيدة كانت تخترق الصفوف، حيث دفعتها حتى دون أن تعتذر، بل تطاولت عليها بالألفاظ والشتم ونعتتها بـ»العبدة» أمام الجميع، ما دفعها لطلب الشرطة وتسجيل محضر بذلك. بعدها تمت إحالة ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء، وقامت بنفسها بتوكيل محامٍ للترافع عنها أمام القاضي، من منطلق ثقتها بالقضاء وبأن الشريعة الإسلامية تحارب العنصرية.
في الوقت نفسه، أنشأت نوال هاشتاقها الشهير، الذي تحول إلى أكثر الهاشتاقات متابعةً، خاصة حينما شاركها العديد من ضحايا التمييز العنصري.
يوم الثلاثاء الماضي، تنازلت روزا باركس السعودية، كما وصفها الزميل مفيد النويصر، عن القضية المرفوعة بالمحاكم، بعد أن تيقنتْ من صدق اعتذار المسيئة وندمها على ما بدر منها وتأكيدها على نبذ العنصرية. وهو درسٌ، لن نشكر عليه أحد، سوى نوال، فعلى الرغم من أن الإهانة كانت جارحة لها، إلا أنها تحمَّلت وصبرت، إلى أن قدَّمتْ مثالاً يُحتذى به، في المطالبة بحقوقها.