ننظر دوماً إلى الشركات التي تؤمن بالدماء الجديدة، على أنها كيانات تحترم المستقبل وتعمل من أجله، وليس من أجل حفنة من أعضاء مجلس إدارتها. المساهم البسيط عند تلك النوعية من الشركات هو الهم الأول والأخير وهو الرهان الحقيقي، فبهذه الأسهم القليلة، تكوّن رأسمال الشركة، وصار لها شأنٌ. فأقل ما يفعله مجلس الإدارة، أن يشرف بكل جهد وإخلاص على خطط العمل، وأن يضمن سيرها بشكل ناجح.
وفي مقابل الشركات التي تختنق برؤساء وأعضاء ومديرين، أكل عليهم الزمن وشرب، تخلى بيل غيتس أحد مؤسسي «مايكروسوفت» عن رئاسة مجلس إدارة المجموعة ليتولى مهام «مستشار في الشؤون التكنولوجية» في الشركة المعلوماتية التي عُين فيها ساتيا ناديلا مديراً تنفيذياً محل ستيف بالمر. ولد ساتيا ناديلا البالغ من العمر 46 عاماً في مدينة حيدر آباد الهندية، وهو حائز على شهادات من جامعة مانغالور وجامعة ويسكونسن وجامعة شيكاغو.
وقال بيل غيتس عنه في البيان: «ما من أحد أفضل من ساتيا ناديلا لتولي إدارة مايكروسوفت في خضم هذه التغيرات». وسيظل بيل غيتس الذي أسس الشركة عضواً من أعضاء مجلس الإدارة الذي سيتولى رئاسته جون تومسون.
46 عاماً هي عمر هذا القيادي الجديد، مقابل قيادات في شركات فاعلة ومهمة، تصل أعمارهم إلى 70 عاماً. إذاً، السر هو في الإيمان باعتلاء الوجوه الجديدة إلى الكراسي العليا. هذا ما يجعل هذه الشركة وغيرها من الشركات الناجحة، تتبوأ مثل هذا الموقع الرائد.