ما أشبه الليلة بالبارحة؛ ففي مقال سابق كتبت مشاعر عن مهرجان عنيزة للثقافة الثالث، الذي نُظم في الفترة من 14- 18-1432هـ، وحمل شعار (ثلاثون عاماً وفاء وعطاء)، فلا تبرح ذكريات المهرجان ماثلة أمامنا وعجلة الزمن تدور؛ لتطلق عنيزة أياماً ثقافية جديدة.. ففيحاء القصيم تشهد انطلاقة (مهرجان عنيزة للثقافة الرابع) بحلة جديدة وإبداع متميز.. والوطن يتزين بعقد من الإبداع الأدبي والثقافي، فمن الجنادرية إلى عكاظ، وغيرهما.. وتبقى البصمة المميزة لمهرجان عنيزة هي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بدءاً من يوم الأحد 22-12-1434هـ، ولمدة خمسة أيام.
هكذا هي باريس نجد تحافظ على نهجها الدوري في وقفات مع المعطيات الثقافية، وتزف عرساً ثقافياً جديداً بين نخيلها الخضراء ورمالها الذهبية. إن صالة الفرح الثقافي الحاضنة لكل التظاهرات الثقافية هي أم الوفاء ورمز العطاء (الجمعية الخيرية الصالحية المباركة)، التي أصبحت منارة للهداية الثقافية والأدبية، ناهيك عن أعبائها الأخرى والمهمات الجسام والحضور الاجتماعي.. فهي تقدم عسلاً مفيداً في مختلف أشكاله وألوانه.
وإن المتصفح لبرنامج اللقاء ليلحظ الجهد الكبير الذي بُذل في اختيار المشاركين من أصحاب السعادة الأدباء والمفكرين، وكذلك الموضوعات المطروحة التي تُشعرك بأن هناك روحاً طموحة تقف خلف هذا الإنجاز، وغاية نبيلة، ورؤية هادفة وصادقة، تلبي الرغبات، وتصنع السعادة والفائدة، وتشبع الحاجة الثقافية لحضور متعطش، ربما يمر بمرحلة جفاف ثقافي، من جيل الشباب والمتابعين.
وإن الحراك الثقافي ليس بغريب على أبناء عنيزة، ولاسيما أن هذه المحافظة مصدر للرياح المحملة بنسيم الإبداع نثراً وشعراً، وولادة لكوكبة من المفكرين والنقاد والأدباء، وما زالت تزف إلينا مواهب أدبية واعدة وأقلاماً ليس هنا المجال لذكرهم وحصرهم.
من الأعماق نقول: كلمات الشكر لا تكفي بحق اللجان العاملة لإعداد جدول وفقرات المهرجان بشقيه (الرجالي والنسائي) وللعاملين خلف الكواليس.
وإن التكريم الذي سيقع على فئة هم أهل له وفاء لهم، حتى لو كان متأخراً.. فيبقى جميلاً، ولاسيما للأحياء منهم؛ حتى يشعروا به في حياتهم وبين أبنائهم وعشيرتهم وتلاميذهم.
وقبل ختام كلماتي، أحببت أن أطرح بين يدي وزارة الثقافة والإعلام من خلال إدارة الأندية الأدبية أن يكون هناك خطة لفتح فروع مصغرة لأندية الوطن في المحافظات الكبيرة؛ حتى نفتح نوافذ ثقافية وأدبية، تكون متنفساً لطاقات وإبداعات جيل الشباب.
وإلى اللقاء.