عندما تقدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل قرابة خمس سنوات كمرشح لرئاسة الهلال تباشرمحبو النادي بحقبة جديدة في تاريخه تزيده وهجاً على وهجه وبريقاً ساحراً للمعانه، حيث كانت الرؤية المطروحة والأدوات المستقطبة تدل على شيء من هذا.
وبالفعل استقطب مديرا فنيا ذا تاريخ عريق وتجربة مميزة وخبرة كبيرة (جريتس) في مجال التدريب بعد ما تعرض له كوزمين من مؤامرة في الإعلام المحلي أطاحت به وتزامن ذلك مع تعاقدات قوية وأسماء مميزة في بلدانها تم التعاقد معها من أجل خدمة رؤى الإدارة للرقي باسم وقيمة الهلال، وكانت أهداف الإدارة المعلنة هو وجود الهلال بقيمته الكبيرة على المستوى الآسيوي في كأس العالم للأندية وهو الهدف الذي تطمع إليه جميع الأندية الكبيرة في العالم.
واستبشرت الجماهير خيرا وبزغ الهلال وحضركعادته فارسا لا يشق له غبار وجندل خصومه فنياً مع قوتهم وبروزهم ذاك الموسم واستطاع أن يجعل الهلال بعبعاً مخيفاً محليا ولسوء الطالع لم تستمر مغامرته الآسيوية مع امكانياته الكبيرة وخرج منها بضربات الترجيح ذاك الموسم، تزامن ذلك الخروج مع ما أشيع عن نية مدرب الهلال أنذاك بترك النادي في خطوة كانت مثار استغراب محبي النادي خاصة والشارع الرياضي السعودي عامة، وكان مثار الاستغراب هو تساهل الإدارة في حق النادي وحق الجمهور في الثبات والاستقرار الفني وتركوا ذاك المدرب يرحل بمجاملات أضرت بالهلال،ولحسن الحظ أن من تبعه شخص لديه خبرة فنية عالية وسجل تدريبي جيد مع علاقته المميزة آنذاك بسامي الجابر كلاعب وذلك ساهم في عدم مرور الهلال بمطب هوائي فني عنيف حيث جاء كالديرون ولكن للأسف لم يتم الحفاظ عليه وتم الاستغناء عنه في خطوة زلزلت المنحنى الفني الصاعد الذي كان الفريق يسير فيه، وبدأت السقطات الإدارية ودوامة التعاقد مع مدربين أقل قدرات وقيمة فنية ومن عينة لم تربح مثل هاسيك ثم كمبورايه اللذين لم يقدما أي إضافة فنية بل اختيارهما كان دليلا كامنا وكاملا على عدم قدرة الإدارة على التعامل مع احتياجات الفريق وأن التخبط هو عنوان العمل الإداري في الهلال.
لحسن حظ ابن مساعد أن الهلال لم يغب عن البطولات المحلية التي تعتبر بالنسبة للهلال أمراً معتادا فبعد أن تم الاستغناء عن كمبوراية جاء زلاتكو لينقذ موسم الهلال بعد توفيق الله الهلال بالبطولة التي حفظت ماء وجه الإدارة المحظوظة بناد كالهلال.
وانتهت فنرة ابن مساعد مع ما صاحبها من نجاح مقبول في بداياتها وفشل ذريع في نهاياتها ومع عدم تحقيق الهدف الأساسي والمعلن من ابن مساعد مع توليه إدارة الهلال وهو أن يلعب الهلال في مكانه اللائق به كزعيم لآسيا في كأس العالم للأندية توقع الجميع أن يترجل ابن مساعد ويترك رئاسة الهلال بعد اكتمال مدته، وكانت المفاجأة تمسكه وحرصه على فترة ثانية مع أنه في محطات من فترته الأولى كان قد عزم على ترك الهلال نهاية الموسم الثالث فما الذي جد لدى الرجل كي يغير رأيه ويتمسك برئاسة الهلال، وقام الرجل بعمل مكوكي واستطاع أن يقنع الدائرة المغلقة في النادي وأعضاء الشرف المحيطين به كي يستمر رئيسا.
لا بأس قلنا لعل لدى الرجل الآن تخطيط إداري واستراتيجية جديدة واستفاد من أخطائه السابقة وسيضع الأمور في نصابها وسيأتي بما لم يأت به الأوائل (تلك أماني كانت في رأسي) لكن إذ به يخوض بالهلال تجربة خطيرة غير محمودة العواقب ووضوح اعوجاجها لا يخفى على صاحب بصيرة بالزج بسامي الجابر مدربا أول للفريق وهو بهذا (جعل العقدة في المنشار) وأراد أن يتخلص من الحرج في حال فشل تجربة سامي المبتدئ في عالم التدريب بضرب الجماهير بأحد نجومه المميزين ليتخلص من التبعات.
ألهذا الحد هان الهلال قيمة وتاريخا وجماهير على ابن مساعد، سامي من أهم وأبرز لاعبي المملكة على الإطلاق ولكن نجاحه كلاعب ليس بالضرورة أبداً أن ينسحب عليه كمدرب، فللمدرب أدوات وإمكانات وخبرات يجب أن يكتسبها في سنوات طوال قبل أن يتسلم مهام قيادة فرق من الطراز الرفيع والقيمة الهائلة كالهلال، لا ألوم سامي فهو طموح والعرض المادي مغر لكن اللوم كل اللوم على ابن مساعد الذي غامر بقيمة الهلال وبتاريخ سامي وجعل السهام توجه نحو المدرب ليتخلص من التبعات لكن هيهات فسامي لبى النداء مغامراً بتاريخه وحباً في الهلال، والكل يعلم ذلك والكل يعلم أن من أوكل المهمة له مسئول بالكامل عن الفشل حال وقوعه وهو قريب.
خلاصة القول سامي ابن للهلال لم ولن ينسى جمهور الهلال ذلك وقبوله تدريب الهلال الذي يعتبر فخرا لأي مدرب لا يلام عليه لكن سامي بكل وضوح غير قادر على عمل الفرق وهو فاقد للأداوات اللازمة خبرة وقدرةً وتجربةً وهو بحاجة ماسة لمن ينقذه من هكذا مغامرة، المؤشرات كلها تدل على فشل تجربة سامي التدريبية ونهاية تجربة ابن مساعد الإدارية والتي بلاشك سقطت بالكامل لدى شريحة كبيرة من محبي الهلال، وإن كان ابن مساعد في شك فليعمل استبانة لذلك وستصعقه النتيجة.