شكراً للنصر والهلال فقد أسعدونا

حتى وإن لم تكن مهتماً بالرياضة، ولا تتابع مباريات كرة القدم، فإنك مجبر على أن تتعايش مع المحيط الذي تعيش به، والذين يعيشون في المملكة سعوديين ووافدين عرباً وحتى أجانب، انغمسوا في الحراك الرياضي الذي فرض إيقاعه على كل طبقات المجتمع شباباً ورجالاً وأطفالاً وحتى شيوخاً، بل إن هذا الـ(تسونامي) السعودي امتد إلى خارج المملكة فأصبح محل اهتمام الدول المجاورة وبالذات دول الخليج العربي ومصر والأردن واليمن، وقد شهدت فنادق الرياض وأماكن الإيواء من الشقق المفروشة وبيوت الأصدقاء والأقارب ازدحاماً من ضيوف الرياض الذين جاءوا يوم السبت الماضي لمشاهدة مباراة النصر والهلال ضمن كأس ولي العهد.

متابعة المباريات الرياضية والتشجيع الرياضي ليس بالجديد، ولكن هذا العام اختلف وظهر بنكهة جديدة زادت من مساحة الوله والحب والعشق، وللأسف الشديد أيضاً اتسعت دائرة التعصّب..!

جميل أن نرى هذا الاهتمام وهذا الحب وأيضاً الإبداع الذي تمثَّل في (تيفو النصر) الذي تكرّر أكثر من مرة في مدرجات الفريق الذي يحلو لمحبيه أن يسمونه بمدرج الشمس..!!

فعلاً كانت الشمس تشرق في مساء السبت، وكان (التيفو) الذي صنعه الموهوبون النصراويون مفخرة لنا كسعوديين، لا تقولوا لا تهول فما هو إلا تشجيع رياضي..!

نعم تشجيع رياضي، ولكنه يثير البهجة والفرح لكل من تابع المباريات عبر الشاشات التلفزيونية أو في الملعب، وهذا (التيفو) وقبله هو الذي جعل آلاف الخليجيين يشدون الرحال صوب الرياض لمشاهدة النصر والهلال ليصبح عندنا منتج سياحي مثلما لدى إسبانيا وبريطانيا، فإذا كانت بعض الشركات ومنها شركات سعودية تدعم برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، ومانشستر في بريطانيا، فإننا نملك النصر والهلال اللذين أجبرا العشاق من الخليج والعرب على الحضور إلى الرياض لمشاهدة إبداع السعوديين.

نعم، أصبح لنا منتج سياحي رياضي جميل يتمثَّل في النصر والهلال وعلينا أن نستمتع باللوحات التي ترسم في المدرجات واللوحات التي تسطّرها أقدام اللاعبين في الملعب حتى ننسى همومنا بعض الوقت، والذي نرجوه من المعقدين أن لا يشوّهوا فرحنا بالتعصّب لنفرح جميعاً بالمواهب السعودية وبالانتصارات مثلما باركنا وفرحنا للهلال لنفرح للنصر فجميعهم أبناء الوطن.