مثلما خدعت ايران خميني الكثير من العرب بادعائها قيادة المقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني خدمة للقضية الفلسطينية، فيما بانت الحقيقة أن إيران خميني استغلت القضية الفلسطينية واستثمرتها للمتاجرة بها وتوظيفها دفاعاً عن نظام ملالي ايران، وهو ما جعل الكثير من العرب ومنهم الفلسطينيون ينخدعون بالادعاءات الإيرانية التي تزعم انتهاج المقاومة والممانعة لمواجهة إسرائيل، إلا أنها تضعف العرب وتحاصر الفلسطينيين، وما يحصل في مخيم اليرموك نموذج لما يقوم به مسلحو إيران من الحرس الثوري ومليشيات حسن نصر الله في قتل وتجويع سكان المخيم من الفلسطينيين، ومثلما خُدع العرب بهذه الادعاءات الذي ظهر زيفها وادعاؤها استفاد عدد من الصحفيين والسياسيين الغربيين بزعمهم بالوقوف مع القضايا العربية، والأسماء كثيرة تلك التي استفادت بل وحتى أثرت على حساب العرب، يأتي في مقدمتهم النائب البريطاني جورج كلوي الذي أصبح ثرياً بفضل أموال العرب وخاصة الذين يعتمدون نهج (البركوندا) ويتجهون إلى (الميديا) الغربية ليتحول في الأعوام الأخيرة إلى ناطق سياسي باسم أنظمة بشار الأسد ومعمر القذافي.
ومن الصحفيين البريطانيين روبرت فيسك الذي وجد أن انتماءه إلى اليسار يحتم عليه الوقوف مع الأنظمة العربية اليسارية التي تحسن الدفع، وهكذا جند هذا الصحفي الذي ينشر مقالاته في الاندبندنت البريطانية وغيرها من الصحف الغربية، عمله الصحفي وعلاقاته لينشىء (عصبة) من الصحفيين الغربيين لمساندة ما يسمى بـ(جبهة الممانعة)، والمكونة من إيران وسورية الأسد وجماعة حسن نصر الله، وحماس وكانت الاندبندنت البريطانية والصحف اليسارية الغربية ميداناً لتحقيقات هؤلاء الذين وجدوا من خلال هذا العمل دخلاً لا ينضب من ايران وسورية على حد سواء، وتخصص وزراء عرب سابقين وسياسيين مقيمين في باريس ولندن لتنظيم الحملات الصحفية لهؤلاء وأعمالهم الميدانية، فروبرت نفسه نظمت له رحلة صحفية لتغطية عملية اقتحام قوات بشار الأسد لمدينة داريا الدمشقية وهو على ظهر دبابة..! وطبعاً كانت التغطية تنشر على صفحات الصحف الغربية التي تسمي نفسها بأنها صحف اليسار والوسط، هذه الصحف التي وجدت في أموال جبهة الممانعة والصمود (ايران وسورية الأسد، وقبلها القذافي) مصدراً للأموال لمساندتها في ظل تساقط الصحف الغربية، ولهذا فلا غرابة أن تنشر الاندبندنت تقريرها المعنون (أنظمة الشرق الأوسط تحارب الآن تنظيم القاعدة) فهذا التقرير الذي فنَّد أكاذيبه وادعاءاته سمو الأمير محمد بن نواف سفير المملكة في بريطانيا جزء من صفقة (البركوندا) التي تتولاها عصبة الميديا الغربية وأطرافها الكثير من السياسيين والصحفيين الغربيين الذين احترفوا عمليات ارتزاق دعم الأنظمة المستبدة التي تتوافق معهم في توجهاتهم والتي انحصرت في إيذاء الشعوب وقمع الحركات الشعبية.