بلادنا المملكة العربية السعودية عقيدة ومنهجا.. قيادة وولاة أمر.. علماء ودعاة.. شعبا وأرضا..ممتلكات وثروات..هذه البلاد المباركة الخيرة حفظها الله وحماها وحرسها ووقاها مستهدفة وبقوة خاصة هذه الأيام ، ليس من جهة واحدة كما يظن البعض بل من قبل قوى متعددة ذات مصالح مختلفة وتوجهات متباينة تجتمع هذه القوى الحاقدة والحاسدة على ذات الهدف وتختلف في غيره غالباً!!، ولا أدل على ذلك مما صرح به مسئول إيراني رفيع المستوى مطلع هذا الأسبوع عبر صحيفة الأهرام المصرية من أن المملكة العربية السعودية عدو إيران الأول، وفي ذات المجرة وعلى نفس المنوال ينسج ويسير دول واتجاهات وجماعات بل وحتى أفراد قالوا ذلك مشافهة وصرحوا به علناً أو أن أفعالهم ومخططاتهم وتحركاتهم واتفاقياتهم وولاءتهم وتحزباتهم وصفقاتهم و... تدل على ذلك وتبرهن عليه، وليس شرطاً أن يكون الطريق الذي يريدون من خلاله نشر الفتنة في بلاد الحرمين الشريفين حفظها الله ورعاها هو ذات الطريق الذي ضربته وتسير عليه إيران/ الفارسية أو غيرها من القوى التي تعلن معاداتها لبلادنا المباركة بل ربما يكون من خلال الفكر أو المنهج أو التحركات السرية والاتفاقيات الدولية أو المؤتمرات والندوات الخارجية أو... والخطير في الأمر أن هؤلاء الذين حقهم أن يصنفوا في خانة « أعداء الوطن « عملوا ولا زالوا يعملون على اختراق سفينة مجتمعنا الواحد من خلال بعضنا وللأسف الشديد، علم هؤلاء البعض بذلك أو أنهم به جاهلون، واتخذ أعداء الوطن الخارجيون الحاقدون في سيرهم المشين وتوظيفهم المكشوف المشار إليه أعلاه سبيلين متوازيين كانا لهما أعظم الأثر وأقواه، هما بإيجاز:
* توظيف العاطفة الدينية التي تتقد في نفوس البعض من الشباب المتحمس والمندفع من أبناء هذه البلاد من خلال مغازلة البعد القلبي الوجداني لديهم دون الاقتراب من الجدل العقلي الواعي ليكونوا وقوداً لمعركة قد تكون فكرية/ أيديولوجية أو سياسية/ برجماتية أو عسكرية/ ميدانية يمسك بخيوطها على الحقيقة قوى عالمية تصرفها وتحرك رياحها حسب توجهاتها السياسية وربما صارت يوماً ما هذه الاجتهادات الفردية من قبل شباب يحمل الجنسية السعودية وعاش في كنف هذه الديار المباركة ردحاً من الزمن طال أو أنه كان قصيرا، أقول قد يكون تصرفا شخصيا فرديا ورقة ضغط في اليد الحاقدة التي تريد النيل من هذه البلاد، ليس هذا فحسب بل إن هذه القوى قد تلصق تهمة كبرى حين تريد أن تنال منا نحن أهل هذه الديار، كالقول مثلاً - والذي كثيراً ما نغمز فيه خاصة حين نكون خارج حدود عالمنا العربي الجغرافية- من أن السعودية هي من يغذي الإرهاب ويحتضن فلوله ويعزز وجوده العالمي، ولذا فهي في النهاية الخطر الذي يجب أن يجتث من جذوره قبل أن يصبح الإخطبوط الذي يهدد مصالح الأمريكان العالمية أو غيرهم من القوى الغربية المتنفذة !!، وفي هذا السياق سبق وأن كتبت عبر هذه الزاوية «الحبر الأخضر» مقالاً عنوانه «نيويورك..وتجارة الكراهية»، أتمنى من القارئ الكريم الرجوع له والاستشهاد بما ورد فيه.
* محاولة خلخلت المجتمع من داخله بتعزيز وجود جماعات الكره التي يراد بها تفكيك النسيج الاجتماعي وزعزعت الاستقرار الأمني وزرع غراس الشر وبذر جذور الفتنة وزلزلت لبنات الوحدة الوطنية وتفريق الصف المرصوص وللأسف الشديد، وسبيلهم للوصل إلى هذا الهدف المشبوه التوظيف السلبي لقنوات الحوار والتواصل الاجتماعي الحر حتى صار فضاءنا السعودي وللأسف الشديد ميداناً للنيل من رموزنا الوطنية، والتهكم بسياساتنا المتخذة الداخلي منها والخارجي، والتعريض بمواقفنا الوطنية التي يراد منها في النهاية ضمان النجاة والسلامة في عالم تموج به الحروب وتصرفه الأهواء وتحكمه النزاعات وتسري به الفتن سريان النار في الهشيم ولم يبق إلا ثغر الإسلام وموطن الوحى وحمى العقيدة السلفية الصحيحة والمنهج الوسطي السليم والذي لا سبيل لهزه وزعزعت أمنه والنيل من استقراره إلا عن طريق الجدل المقيت الذي يدار تحت مسمى الحرية الفكرية بلا ضابط أو رادع أو مسئولية!!.
لهذا وذاك جاء الأمر الملكي الكريم رقم أ/ 44 والمؤرخ في 3-4-1435 هـ ليضع حداً فاصلاً بين مرحلتين من التاريخ، وليذكر أن لهذه البلاد منهجاً واحداً لا ثاني له، وأننا جميعاً نجتمع على رؤية فكرية واحدة ذات مرجعية سلفية وسطية صحيحة وسليمة، وفي ذات الوقت يعيد التذكير بأن أمر الجهاد والخروج له هو في ميزان الإسلام بيد ولي الأمر ويدور وجوداً وعدما ً مع تحقق المصلحة العامة ودرء المفاسد المتوقع حدوثها، وبأن له شروطه وضوابطه التي لابد من توافره حتى يكون ذروة سنام الإسلام، دمتم بخير، وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين، ووقانا شر من به شر ، ودمت عزيزاً يا وطني،،،، وإلى لقاء والسلام.