ليس من اليسير أن لا تقف وأنت تمر بخبر كالذي نشرته صحف الأمس، وتصدر بالصورة، والإيضاح في جريدة الجزيرة عدد الأمس الثلاثاء 4-4-1435 عن «الطفح» المخجل في مستشفى «صبيا» بجازان, في قسم الباطنية، الذي أدى إلى خروج المرضى متأذين من نتائجه..
تلك صورة لعدم الصيانة الدورية في أهم مرافق الخدمة البشرية, والصحة الفردية, والعامة.. هذه ليست الحالة الفريدة التي لو كانت كذلك لأسندت إلى فرد بعينه, وإنما هي عن أمور عديدة قد يرتبط بعضها بميزانية، وبصيانة, وبفنيين, وبمتابعة، وبقدم مبنى، وبالبنية التحتية له، وبديمومة صيانة دورية لا تكل ولا تتوانى..
فما الذي يحدث من خلل في مرافق الصحة بشكل عام، والأخبار عن «مستوى» القصور في مثل هذه المنشآت يؤشر إلى تدن في الإمدادات, وفي الإمكانات, وفي المتابعة..
لا نحسب أن ميزانية المستشفيات حسب ما تقره لوزارة الصحة الدولة تعجز عن صيانة، وتجديد، وتحديث للمشافي الصغيرة.., فكيف بمستشفى عام في مدينة حيوية مثل «صبيا»..؟!
المرضى حسب الخبر يشكون من تدني الخدمة، والإهمال في عنابر التنويم..
ولأن فريق المستشفى قد هرول لمواجهة الأمر, وأسنده إلى انسداد في مجري الصرف الصحي..
فإن السؤال يكمن في «هل لو كانت هناك متابعة صيانة دورية يحدث مثل هذا»...
بالتأكيد نهدف إلى مشكلة أكبر, وهي ما مدى متابعة الوزارة الأم لحجم ميزانيات المستشفيات بما يؤهلها من صيانة مستديمة، وترميم مستمر, وتحديث لا يتوانى, وتوسعة شاملة، وتمكين من العنصر البشري المؤهل كفريق متكامل لكل مصحة, يكون عوناً لانسيابية متكاملة لأداء في المستشفيات...؟؟
هناك حسب ما يشير واقع كثير من المصحات عجز يجعل حاجتها لأبنية جديدة.., وإمكانات أوسع تحقق لها نظافة تتناسب ودورها الصحي, وإمكانات فنية أخرى، وبشرية تسيرها كما يتوقّع في أهم المنشآت مساساً بالصحة الفردية والمجتمعية....
حتى لا تخلط الأوراق ويضيع مجهود القائمين عليها، وهم في صراع مع ما يقدّمون، وما تعجز عنه إمكاناتهم في حدود ما توفره لهم الوزارة..!
«الصحة» على ما تمثّل من دور مهم في المجتمعات، يكافح فيها المرض, وتصان فيها السلامة، فإن ملفاتها العديدة كلما تنفست نوافذها, مسحت بسحابات داكنة عيون الناظرين.. وأشاعتها في جوفهم..