الصورة الظاهرة

يُظلم النجم حينما يفترض جمهوره أنه يجب أن يكون النموذج في كل شيء تبعاً لإبداعه الذي عُرف به، لذا فإنّ الشاعر في نظر هؤلاء لا يناسب له أن يكون كغيره من الناس، بل عليه ألاّ يغضب أو يثور أو يُعاتب أو يطالب بحقه المشروع في العيش الطبيعي، وقد سمعت من يقلل من قيمة شاعر معروف، لأنه رأى لقاءً معه لم يكن بمستوى ما قرأ له من قصائد، وبأنه متحدث غير جيد، ناسياً أنّ الخطابة وطلاقة اللسان مواهب أخرى وفروق فردية تُؤتى لإنسان دون آخر.

ولكن الذي يجب أن يتحلّى به الشاعر ويطبقه بقدر استطاعته، مناداته بالمُثل والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة كالكرم والوفاء والمروءة، وقد قال أحد الشعراء:

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيمُ

وكيف للمتلقي أن يأخذ بحكمة الشاعر الذي لا يُطابق قوله لفعله، فالمجتمع الذي أعطى للشاعر والأديب والواعظ الإصغاء والمتابعة والحرص على ما يتلفّظ به، واعتباره غالباً في مقام القواعد الأساسية للأخلاق، من حقه أن يشطبه من قائمة اهتماماته.