سحابة الشعر

يظن بعض من لا يقول الشعر أن بإمكان الشاعر أن يقول الشعر متى شاء وفي أي غرض، وهناك من يستجيب ويحاول كتابة شيء له ظاهر الشعر لالتزامه بالوزن والقافية ولا صلة له بالشعر إلا شكلاً، فالمضمون الجيد أو المُلفت لا يُكتب عند الحاجة لكتابته دون شعورٍ اتّقد وانصهر في الشعور قبل أن يتحول إلى حروف وأنغام وأوزان وتفاعيل، وقد يجيد أحدنا الوزن ويكتب كما كان يكتب النظامون من أرباب صناعة الكتابة في أي فن حين يسجلون بعض نظرياتهم وقوانينهم على شكل شعر ليسهل حفظها، فالكلام الموزون يمكن استعادته عند من حسه سليم ومن يجيد الحفظ.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا متى يجيء الشعر الحقيقي؟؟

قد لا أخطئ إذا شبهت الشعر بالمطر فقد تتراكم الغيوم وتنقشع دون أن تنزل منها قطرة واحدة وكذلك الشعر، والمطر لا يمكن أن تجزم بساعة هطوله، وإذا هطل لا يمكن أن تقدّر غزارته قبل أن يحدث وكذلك الشعر فالشعر لدى الشاعر الحقيقي الذي يحترم نفسه وشعره وقراءة حالة من حالات انتظار ما لا يُنتظر.