ينتظر المجتمع الرياضي السعودي والخليجي والعربي مساء اليوم مباراة ليست مثل بقية المباريات.. مباراة نهائية.. مباراة على كأس سمو ولي العهد، مباراة تجمع بين الشقيقين الكبيرين الهلال والنصر، مباراة من العيار الثقيل يؤكد الكثيرون بأنها مباراة العودة للمتعة والتشويق والإثارة والندية التي افتقدناها منذ زمن طويل وذلك لغياب فريق النصر لما يقارب العقدين من الزمن، ولكن نصر هذا الموسم ليس مثل نصر العقدين الماضيين، فالفريق الأصفر تطور كثيراً، واستقطب العديد من الأسماء الثقيلة التي أحدثت الفارق وجعلت منه منافسا قويا سواء على مستوى دوري عبداللطيف جميل الذي يحتل صدارته بفارق ست نقاط عن وصيفه فريق الهلال أو على مستوى كأس ولي العهد الذي تأهل لنهائيه من الباب الكبير بعد أن فاز على فريق الشباب في مباراة حضرت فيها الإثارة والندية، وفي المقابل يطمح أنصار الفريق الهلالي زعيم هذه البطولة وزعيم الكرة السعودية والآسيوية أن ينال فريقهم هذه البطولة للمرة السابعة على التوالي، والمرة الثانية من أمام منافسهم فريق النصر.
فنياً أعتقد بأن الفريقين يقفان على خط متساو، فخطوط الفريقين شبه متساوية إذا استثنينا مركز الحراسة الذي بالتأكيد نرجح فيه كفة عبدالله العنزي على كفة حارس الهلال سواء فايز السبيعي أو حسن شيعان أو عبدالله السديري.
وعلى مستوى الدفاع نعتقد بأن كفة الفريقين أصبحت متوازنة بعد أن تعاقد الهلال مع البرازيلي ديجاو، وبجانبه الدعيع الذي يثبت في كل مرة بأنه يسير في الطريق الصحيح، وعلى الظهير الأيمن ياسرالشهراني الذي هبط مستواه ولكنه لا زال يعطي في هذا المركز رغم أنه ليس مركزه، وفي الظهير الأيسر عبدالله الزوري الذي أبدع وتألق في مبارياته الأخيرة، بل وأصبح تواجده مهماً باختراقاته التي دائماً ما تكون خطيرة على المنافسين، وفي النصر نجد البحريني محمد حسين وعمر هوساوي، وهما كاسمين ليسا كبيرين ولكنهما يلعبان وفق تنظيم رسمه لهما مدرب الفريق وطبقاه بشكل جيد، وفي الظهير الأيمن والأيسر نجد خالد الغامدي الذي قل تفاعله وليس كما هو في السابق، وحسين عبدالغني الذي متى التزم بالهدوء وابتعد عن افتعال المشاكل فسوف يكون فعالاً، وعلى مستوى الوسط نجد الفريقين يتشابهان إلى حد كبير خاصة وإن التشكيلة المتوقعة للفريقين ستكون بطريقة واحدة وهي تواجد خماسي في الوسط، وهذا يؤكد لنا بأن الفريقين قد يلعبان بمحورين بتواجد كاستيلو وكريري في الهلال وهما كاسمين ليس عليهما أي غبار، ولكن أداءهما في وسط الملعب عليه ملاحظات كثيرة، وهما لم يلعبا مع بعض إلا قليلاً وهذا قد يؤثر على مستوى أدائهما، وقد يغامر سامي بكاستيلو وحيداً، وهذه مغامرة قد تحسب لسامي وقد تحسب عليه، وفي النصر نجد إبراهيم غالب وشايع شراحيلي، وهما بعكس كاستيلو وكريري، ولكن أداءهما يوحي لنا بأنهما لاعبين كبيرين، وهذا يعود للتنظيم الجيد الذي يتبعه مدرب الفريق كارينيو، وفي الوسط الهلالي المتقدم نجد نيفيز ونواف العابد وسالم الدوسري، وهو ثلاثي خطير متى دخل أجواء المباراة، وهو الثلاثي الذي يعتمد عليه الهلاليون كثيراً مع المهاجم الفذ والهداف ناصر الشمراني، وفي الوسط النصراوي المتقدم نجد محمد نور ويحيى الشهري وعبدالكريم الجيزاوي، وهو لا يقل خطورة وأهمية عن خط وسط الهلال، وقد يجد كارينو نفسه في حيرة حينما يضع اسم المهاجم، فهناك أكثر من اسم مثل إيلتون والحوسني والراهب والسهلاوي، وقد يزج بالاسم الأخير لسرعته وحاسيته التهديفية، وقد تتغير طريقة كارينيو ويلعب بـ4/4/2 بتواجد السهلاوي وإيلتون.
ويبقى الأهم وهو دكة البدلاء، وهنا يرجح البعض كفة الفريق النصراوي بتواجد عدد من الأسماء الجيدة في احتياطه مثل عوض خميس وعبدالرحيم الجيزاوي وحسن الراهب وعماد الحوسني وعبده عطيف ومراد دلهوم، بينما يبرز في الهلال محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري وياسر القحطاني وسلمان الفرج.
في الختام، نقول: إن هذه قراءة بسيطة لما قبل المباراة، ولكن في المباراة يتوقف كل شيء على اللاعبين داخل الملعب، وعلى المدربين خارج الملعب، فهل ينجح سامي للمرة الأولى في تحقيق الذهب كمدرب، أو ينجح كارينو في إعادة النصر بعد طول غياب؟