يحتفل صندوق أوبك للتنمية الدولية «أوفيد» هذا العام بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسه بتنظيم معرض يسلط الضوء على مخيمات اللاجئين تحت شعار «المكان، الزمان، الكرامة، الحقوق: تحسين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين». ويتم استضافة المعرض في مقر رئاسة «أوفيد» في العاصمة النمساوية، فيينا، وذلك بالاشتراك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا».
ويبرز معرض «المكان، الزمان، الكرامة، الحقوق: تحسين مخيمات اللاجئين الفلسطينيين»، الذي سيستمر حتى 13 شباط (فبراير) 2014، بعض مشاريع التحسين التي أنجزت في مخيمات عديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث قام سكان المخيمات أنفسهم بتطوير تلك المشاريع حسب رؤيتهم الخاصة لتحسين أحوالهم المعيشية. ويعطي المعرض رؤية لثقافة جديدة من التخطيط كان لها تأثير جوهري على جميع المعنيين. وقد أدى ذلك إلى إعادة النظر بصورة جذرية في تعريف «مخيم اللاجئين»، فقد أصبحت كلمة «مخيم» تدل على أنه مكان يستطيع سكانه وينبغي لهم العيش بكرامة، بدلاً من اعتباره مكاناً يأوي سكاناً يعيشون ضحية لظروف معينة.
في كلمته التي ألقاها إيذاناً بافتتاح المعرض، أشاد السيد سليمان جاسر الحربش مدير عام «أوفيد» بـ»الأونروا» كضيف شرف، منوّهاً بالجهود التي بذلتها الوكالة طوال ما يزيد عن ستة عقود من تاريخ عملها، ومعرباً عن تقديره للشراكة الراسخة التي تجمعها بـ«أوفيد» منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثين عاماً. وقال «إنني على ثقة بأن شراكتنا ستعمّر مثل أشجار الزيتون في فلسطين»، وذلك في إشارة منه إلى شجرة الزيتون التي سبق أن زرعتها «الأونروا» تكريماً لـ»أوفيد» وعرفاناً بالدعم الذي تقدمه لولاية «الأونروا».
في كلمته الافتتاحية، قال السيد فيليبو غراندي المفوض العام للـ»أونروا» (تعد «أوفيد» شريكاً مثالياً يُحتذى به في دعم معظم ابتكاراتنا ومشاريعنا الإبداعية التي يبرز هذا المعرض بعض الأمثلة الملهمة عنها. إن مبادراتنا في مجال تحسين المخيمات قد وفرت منبراً لأكثر الناس تهميشاً في الشرق الأوسط لتكون لهم كلمة في أهم مسألة حيوية بالنسبة لهم، ألا وهي كيف يعيشون حياتهم. أود أن أؤكد خالص امتنانا لـ»أوفيد» ولمديرها العام شخصياً السيد الحربش على كل هذا الدعم).
كما حضر المعرض كبار المسؤولين من الحكومة النمساوية والمنظمات الدولية ورؤساء البعثات الدبلوماسية التي مقرّها في النمسا، ومن ضمنهم سعادة السفير صلاح الدين عبد الشافي، سفير دولة فلسطين في النمسا، والذي ألقى كلمة على الحاضرين أثناء الافتتاح.
الجدير بالذكر أن «أوفيد» بدأت تعاونها مع «الأونروا» في عام 1979، وقامت منذ ذلك الوقت بتقديم تبرعات تزيد قيمتها عن 30 مليون دولار دعماً لبرامج «الأونروا». ويشكل هذا المبلغ تقريباً ربع التبرعات البالغة 146 مليون دولار التي قدمتها «أوفيد» حتى الآن لحوالي 500 جهة تعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان. وفضلاً عن دعمها التقليدي لبرامج التعليم والتدريب المهني والإغاثة الطارئة والبرامج الإنسانية، قامت «أوفيد» بتوسيع نطاق تعاونها مع «الأونروا» عبر تأسيس صندوق فلسطين في 2004، الذي يهدف إلى توفير قروض صغيرة لأصحاب المشاريع الريادية والحرفيين لمساعدتهم على تنمية دخلهم. وبلغ عدد القروض الذي منحها الصندوق لمواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 60.000 قرض تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 87 مليون دولار.