في التسعينات سَحرني النصر، لأنه من البديهي أنّ أيّ قميص سوف ينتضيه ماجد عبد الله يكون اللون المفضّل لكلِّ محايد، أو كما قال الشاعر الفلسطيني أحمد العتيلي:
لا ينتضي السيف إلا ماجدٌ بطلٌ
يُرجى لليلك، هل من ماجدٍ بطل؟
ذلك السِّحر الكروي كان ثيمة الثمانينات والتسعينات الميلادية، بل بإمكاننا أن نقول جدلاً إنه كان الوقود الفاعل لمنتخبنا الوطني الذي بدأ مجده وقتها.
لكن اعتزال الكبار ورحيل الأمير عبد الرحمن بن سعود رئيس النادي وروحه النابضة.
وعدم استقرار الإدارة فيما بعد، كان بمثابة سحب الأوكسجين من رئة الفريق، مما عرّضه لحالة طوارئ أعيت مسعفيها.
فتراجع الفريق في تحقيق البطولات وخلّف حسرة ممزوجة بأمل حزين في نفوس عشّاقه الذين كانوا يتلقّون - بيدٍ على قلوبهم - على مدى سنوات نتائج هزائم الفريق شهراً بعد شهر، عاماً بعد عام.. وبطولة تذهب إثر بطولة.
حتى هبّ الثنائي البطل الذي انتشل الفريق من زوبعة الإخفاق ووضعه على الطريق الصحيح لإعادة ضخّ الهواء في الجسد الذي كادت تذهب به الهزائم.
الأمير فيصل بن تركي والمدرب كارينيو نفّذا خطة محكمة الآليات على الصعيد الإداري والعملي، ولكني لن أركّز عليها هنا، أريد أن ألقي الضوء على العامل النفسي الذي ترك أثره الواضح على الغزارة التهديفية (بمعدل 2.3 هدف في المباراة)، والصلابة الدفاعية (بمعدل 0.61 هدف في المباراة) ونسبة امتلاك الكرة بفارق ملحوظ عن الأنداد الكلاسيكيين فضلاً عن بقية فرق الدوري.
هذا العامل النفسي الذي غاب طويلاً كان زرع ثقافة الفوز.
مع تقارب المستويات واحتدام الصراع، فإنّ ثقافة الفوز وحدها لن تكون ما يصنع الفارق.
الآن وعلى بُعد سبع محطات على خط النهاية ما تحتاجه كتيبة كارينيو هو ثقافة التفوُّق.
أن يدركوا أنهم الأفضل عناصرياً على مستوى الوطن، وأنهم توليفة فريدة قادرة على المستحيل.
أن تتفوّق، أي أن ترسخ الفارق (بالنقاط والأهداف ووقت امتلاك الكرة وغيرها من المقاييس الفنية) بينك وبين منافسيك.
هذا موقعك الطبيعي يا نصر وهذه سعادة مدرج الشمس.