علموا أولادنا الكلام يا سعادة الوزير

في لقاء له مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صرح الأمير خالد الفيصل الذي زُف إلينا خبر تعيينه وزيراً للتربية والتعليم قبل بضعة أيام. قال:

«إننا جميعًا مسؤولون عن التعليم، وكل مسؤول في هذه البلاد يجب أن يُساهم في إصلاح التعليم، ويكون مشروعنا المشترك أن ننشئ جيلاً ينافس العالم في مجالات العلم كافة».

وفي خبر آخر صرح الأمير الوزير أنه وجد خططاً تطويرية رائعة داخل الوزارة، وأن مهمته القادمة هي مراقبتها وتطبيقها لتحقيق نقلة نوعية في التعليم.

ومن منطق أننا جميعاً مسؤولون عن تنمية الفرد تعليمياً وشخصانياً. أجد في نفسي حاجة ملحة لأن ألفت نظر المسؤولين بقيادة الفيصل أننا نعاني من مشكلة عجز خطابي واضح في فئة الشباب والأطفال. وهذا ينم عن نقص جليّ في أسلوب التعليم المتبع في المدراس والجامعات السعودية بالتحديد. المشكلة يمكننا أن نقبض عليها حين يُطلب من الشاب أو الفتاة أو الطفل أن يعبر عن رأيه أو عن مشاعره. ولو وجهنا سؤالاً من قبيل: ما هو شعورك الآن؟ إن شخصاً سعودياً من ضمن مجموعة أشخاص من جنسيات متعددة سوف يمر في لحظات صمت و حيرة عصيبة. وسوف ينقل عدسة عينيه في كل اتجاه بحثا عن الكلام (أو عن شعوره ربما). وبعد تأتأة عسيرة سيظفر ببضع كلمات غير متناسقة وغير مفهومة!!. برنامج صوت الكنبة - مثلا - حيث يدور المقدم دريعان الدريعان في المجمعات و الأماكن العامة لطرح أسئلة بدهية على الناس باختيار عشوائي. فضح لنا وجود مشكلة حقيقية على مستوى الخطاب و التعبير لدى غالب الأفراد بالمستوى الإجمالي و ليس الخاص والنخبوي. برامج كهذه وضعت سبابتها على العلة التي يعاني منها غالب السعوديين والتي أزعم أنها نتاج أسلوب التعليم القائم على سلطوية المعلم واستفراده بالخطاب وعدم التركيز على تجاوب الطالب وإنتاجه الفكري و الخطابي ( output)، بينما يكون التركيز في غالبه على ما يُعطى الطالب (input). تلك الآلية التلقينية جعلت من الطالب أداة استقبال فقط. ما ساعده على ذلك ندرة النشاطات والمواد التي يكون فيها الطالب مُنتجاً و ليس مستقبلاً.

في الدول الغربية هناك مقررات كاملة تعتني بخطاب الطلاب وتنمي لديهم مهارة التعبير وسرعة البديهة. من أمثلة ذلك: مادة الخطابة speech أو المناظرة Debate.

كما أن تكثيف نشاطات تنمي مهارات تقديم العروض الموضوعية presentation skills. سوف يساهم بشكل جيد جدا في تحفيز وتغذية قدرات الطالب الكلامية..

حقاً أمنية كبيرة لو وضع لها خطة عمل حقيقة سوف نلمس نتائجها لاحقاً..