هل سئم النادي العجوز من تكاليف الحياة بعد أن عاش ثمانين حولاً؟! وهل كان بحاجة لينبري أربعة من الرجال لانتشاله من الهلاك بعد انسحاب المرشح (التوافقي) الخامس على طريقة المثل الشعبي (أربعة شلوا الجمل)..!! وكيف تحول النمر الآسيوي ذو المخالب الحادة إلى جمل كثرت سكاكينه!! وكيف جرد العميد من رتبته وتحول إلى جندي بسيط يقف في آخر الصف ينفذ الأوامر فقط بدلاً من أن يكون هو المشرع وصاحب السيادة.. كل هذا يا سادة يحصل في نادي الاتحاد النادي العميد الذي أرعب خصومه في القارة الأكبر وليس على مستوى المنافسات المحلية وبعد أن كان خصومه يمنون النفس بالحصول على نقطة واحدة من أمامه بات هو يستجدي هذه النقطة الآن على الأكثر في كل لقاء من أجل البقاء.. وليس من أجل الصدارة.
ولكن لماذا يحدث كل هذا؟ بالتأكيد إن ما حصل مع العميد مؤهل أن يحصل مع جميع الأندية فعندما يكون النادي مرتهناً بدعم رئيس ناد أوحد يتحكم في مصيره أو يشاركه بعض أعضاء الشرف المتبرعون فمن الطبيعي أن يكون النادي بالضرورة يسير وفق خطة ونفوذ وهيمنة وجيب ذاك الرئيس وأعوانه من أعضاء الشرف فإن كان الجيب مليان والفكر والنفوذ حاضرين وصل الفريق إلى السماء وابتلع ما أراد من بطولات وإن كان العكس دخل في غيابة جب قد لا يستطيع من يدلي بدلوه انتشاله تماماً كما يحدث مع الاتحاد.
أكتب هذا المقال بالتزامن تماماً مع تنصيب البلوي (إبراهيم) لرئاسة العميد وربما يوفق في إعادة العميد إلى مكانه الطبيعي وإقحامه مجدداً في المنافسة وربما لا يستطيع وهذا ليس هو المهم هنا ولكن الأهم هو كيف تدار رياضتنا وفرقنا بهذه الطريقة التي تخضع الأندية لإدارات متفردة في الدعم والقرار وحتى تفاصيل النادي البسيطة، هل هذه هي الاحترافية التي نزعم أننا نطبقها وبلغنا فيها الآن نهاية العقد الثاني تماماً؟! وهل من الاحترافية أن يصرح رئيس ناد بعدم انتقال لاعبين من عنده ونحن في عصر الاحتراف؟
وحتى لو جاء من يبادر بتغيير الوضع والنهوض بالكرة وتطوير المنافسات وضمان سيرها بالاحترافية الحقة وتفرغ لحمل هذا الملف الثقيل وحارب من أجل تطبيق الخصخصة يحبط ويمل من بطء حتى مجرد التفكير في المشروع وليس تنفيذه وحتى لو قدر له أن يبدأ ستتلاعب البيروقراطية به زمناً طويلاً قبل أن يتم.. وهذا ما حدا بعراب الاستثمار الرياضي عبدالله بن مساعد على أن يحمل ملفه خارجاً ويستثمر في ناد خارجي.
أخيراً.. سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن تطبق الخصخصة وستذكرون!!