من خلال المتابعة لما يجري بعد انتهاء المباريات خلال الفترة الماضية، فلا تكاد تنتهي أي مباراة بين أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم الا وتبدأ التصريحات من قبل مسؤولي الأندية بخصوص تعداد الحضور الجماهيري، ويشتعل الجدل وتبادل اللوم والتشكيك في النتائج ما بين رؤساء الأندية وشركات التنظيم فكل طرف يلقي باللوم على الآخر وما بين شد وجذب تختفي كثير من الارقام وتضيع الحقوق!
وغالبا ما تظهر تلك المسائل من الخلاف في مباريات الاندية الكبرى أو المباريات المهمة، لعل آخرها ما حدث أثناء مباراة النصر والرائد والذي قامت شركة صلة مشكورة بتعديل النتيجة وإقرار عدة إجراءات أخرى تكفل عدم تكرار ذلك مستقبلا، فما نشاهده خلال هذا الموسم من إقبال هائل للجماهير في أغلب المباريات ما هو الا نتيجة تعكس مستوى التنافس بين الاندية على المراكز المتقدمة وعودة الحماس والتحدي بين الفرق.
ولعلنا نتذكر في الماضي القريب كيف أننا فقدنا نصف مقعد في الاتحاد الآسيوي نتيجة لضعف الحضور الجماهيري في المواسم الماضية، نظرا لكون هذا المعيار من أكثر المعايير التي يعتمد عليها في تقييم قوة الدوري وقدرته على منافسة الدول الاخرى في حصة المقاعد الآسيوية، فما يترتب على الحضور الجماهيري له عدة اعتبارات ومزايا كبيرة جدا وبالتالي أي مساس بهذا الحضور سيؤثر بصورة كبيرة على الدوري بشكل عام في المدى البعيد، فما نملكه من منشآت رياضية وما يجري العمل عليه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب من تطوير بيئة الملاعب الحالية وإنشاء مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة يهدف الى مواكبة التوجه العالمي لجذب وتحفيز الحضور الجماهيري والذي يزداد عاما بعد آخر يحتم وجود آلية واضحة وفعالة للعناية بالجماهير سواء من طريقة الحصول على التذكرة وآلية الدخول للملعب وانسيابيته الى حجز المقاعد والترقيم بالإضافة الى الخدمات الأخرى من مأكل ومشرب وتسهيلات.
وبالرغم من التصاريح الرنانة السابقة لرابطة دوري المحترفين عن آلية الشراء الجديدة للتذاكر عن طريق النت منذ أكثر من عامين مضت الا انه لم يتم تطبيقها بالصورة المرضية ولو جزئيا، فما زال هناك فوضى في آلية الدخول بالاضافة الى عشوائية في كراسي الجلوس فمن سبق أولا أصبح له الحق، مما يضطر الجماهير أن يتواجدوا قبل المباراة بأوقات طويلة تصل الى ست ساعات أو أكثر بالاضافة الى تدني الخدمات داخل الملاعب، بل إن من أسباب عدم دقة التعداد الجماهيري في المباريات هو حصول بعض من الجماهير على التذاكر من الباعة المتجولين والتي من الممكن أن تكون مزورة وغير مرقمة وبالتالي سيحدث ذلك الخلل نظرا لعدم وجود التنظيم،، لأن التنظيم من أهم عناصر الادارة في أي مجال من مجالات العمل، وها نحن نرى أهمية وجود آلية واضحة ورسمية يتم من خلالها تنظيم موضوع تذاكر المباريات سواء منذ الطابعة وآلية بيعها وطريقة تحصيل قيمتها وعدها وإحصاء المبيع والرجيع منها وكل ما يتعلق بها، بحيث يتم تفعيل البيع الالكتروني بالتزامن مع شباك التذاكر ويتم من خلالها الافصاح عن كامل التفاصيل بخصوص عدد الحضور وعدد المبيع، نظرا لما يترتب على ذلك التنظيم في إدارة التذاكر وكل ما يتعلق بها من حقوق مادية كريع هذه التذاكر المباعة الذي سيؤثر بدوره على النادي لأنه يعتبر من عناصر الدخل الرئيسية للنادي التي يعتمد عليها، وكذلك الحقوق المعنوية والتي لا تقل أهمية عن المادية بل قد تفوقها نظرا لكون أعداد الحضور الجماهيري الفعلي معيارا من المعايير المعتمدة التي تحدد عدد المقاعد لكل دولة لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في دوري أبطال آسيا،
إذ لابد من اعادة النظر في كل ما يتعلق بعملية بيع التذاكر وآليته وتفعيل الحلول والخطط السابقة التي اعلنت منذ فترة طويلة ولم يتم العمل بها إسوة بما هو معمول به في غالبية الملاعب العالمية في أوروبا،
نحن نمتلك من التجهيزات والبنية التحتية ما يؤهلنا لتفعيل قنوات البيع الإلكتروني والبوابات الإلكترونية في ظل الانتشار الهائل للكمبيوترات والأجهزة الذكية بين الشباب والوعي الكامل بها لكي نحافظ على مكتسبات الأندية المادية من الدخل المادي الكبير خصوصا مع ما نلاحظه من رغبة ملحة من الجماهير لمتابعة المباريات والمكتسبات المعنوية لدوري المحترفين.