أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي على إن الشارقة اليوم تزخر بمعالم ومشاهد ومشاريع إسلامية شاهدة على سمو وعظمة الثقافة والحضارة الإسلامية، وتحرص كذلك أن تكون مظاهر العمارة الإسلامية ظاهرة في كل مناحي الحياة في الإمارة وهي جزء من منظومة متكاملة ننتهجها في الشارقة وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لنرتقي وننهض بالإنسان ونستثمر في معارفه وفق قيم راسخة، كل ذلك وأكثر يأتي تعزيزاً وتأكيداً على دور الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية في نشر الوعي بالحضارة الإسلامية وتاريخ الإسلام المشرق.
جاء ذلك خلال إلقاء الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمة له ضمن الجلسة الختامية للمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بعد ظهر أمس الأول الذي يقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في القاعة المركزية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014: « نلتقي اليوم في هذه الأرض المباركة لنواصل بيد واحدة مسيرتنا الثقافية الإسلامية، لتشع شارقة العلم والفكر بنور مدينة الإسلام، وعاصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم إننا في إمارة الشارقة لنفخر ونتشرف أن نكون بين أشقائنا اليوم نتسلم راية عاصمة الثقافة الإسلامية من المدينة المنورة، عاصمة الخلفاء الراشدين. المدينة التي أضاءت بنور المعرفة والعلم مشارق الأرض ومغاربها، ومنها انتشر ديننا الإسلامي الحنيف رحمة للعالمين. وما زالت تقوم بدورها هذا على أكمل وجه بقيادتها الحكيمة الرشيدة لتبقى المدينة المنورة المنارة الأسمى للثقافة الإسلامية على مر العصور».
وأردف القاسمي قائلاً: «ونحن في الشارقة، شارقة العلم والمعارف ، عاصمة الثقافة العربية نحرص على أن تبقى شارقتنا المرآة للثقافة الإسلامية على مر العصور... لتحافظ على هويتها وانتمائها بما تكتنزه من مظاهر ثقافية خالدة تؤرخ حكايتها المعرفية الثرية بكنوزها الإسلامية والعلمية وبتراثها الإنساني.
إن الشارقة اليوم تزخر بمعالم إسلامية شاهدة على سمو وعظمة الثقافة والحضارة الإسلامية التي من أهمها متحف الشارقة للحضارة الإسلامية... وفي كل عام تقيم الشارقة فعاليات ثقافية إسلامية عديدة كجائزة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، كما تحرص الشارقة أن تكون مظاهر العمارة الإسلامية ظاهرة في كل مناحي الحياة في الإمارة، ويبدو ذلك جليا كما في المساجد التي تعتبر معالم بارزة للعمارة الإسلامية في الشارقة وحتى في المباني الحكومية التي صممت بهندسة إسلامية مميزة تبرز عظمة الحضارة الإسلامية وتاريخها الإنساني، كما أن أهم أسواقها بنيت على الطراز الإسلامي الذي تنفرد به الشارقة عن سواها من المدن العربية «.
وشدد رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 على إن حكاية الشارقة بثقافتها الإسلامية مستمرة وهي جزء من منظومة متكاملة تنتهجها إمارتنا وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لترتقي وتنهض بالإنسان وتستثمر في معارفه وفق قيم راسخة .. وما استحقاقها لمكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية إلا نتيجة لجهود كبيرة، انعكست على مسارها الثقافي وعلى دورها البارز في المنظومة الثقافية الإسلامية العالمية.
وسلط الضوء في كلمته على ما تقوم به إمارة الشارقة استعدادا لاستقبال هذا الحدث الهام لتؤكد استحقاقها لهذا اللقب قائلا: «وانطلاقاً من حرصنا الشديد على إكمال المسيرة، وإغناء الثقافة الإسلامية محليا وعربياً وعالمياً، فقد استنفرنا الجهود وحشدنا كل إمكانياتنا لإبراز هذا الحدث الهام بما يستحقه وشيدنا المسارح وأطلقنا المبادرات الكبرى والفعاليات المختلفة...
كما أننا أطلقنا مائة فعالية وأربعة وعشرين مشروعاً احتفاء باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لتضيف لإرث أجيالها الغني بمكنوزاته مشاريع جديدة تراثية وسياحية وثقافية وعمرانية، تحاكي مكانة الإمارة كعاصمة للثقافة الإسلامية وتثري المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية تساهم في خدمة الثقافة الإسلامية وإبرازها، لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل «.
ومؤكدا بقوله «إنه كما جرت العادة في الشارقة، كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رأس الداعمين لإنجاح هذا الحدث الكبير، حيث أصدر سموه توجيهاته إلى أعضاء اللجنة المنظمة للاحتفالات بالعمل على تبني الآليات التي تدفع إلى إظهار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية بصورة مشرفة داعيا إياهم إلى جعل الشارقة هذا العام مثالا لعواصم الثقافة الإسلامية مستقبلا.
كما أصدر سموه مرسوما أميريا بإنشاء جامعة إسلامية باسم «الجامعة القاسمية» وفي بادرة كريمة من سموه أعلن عن تقديمه أكثر من مائة وعشرين ألف عنوان للدراسات الإسلامية وأخرى باللغة الإنكليزية للجامعة ، وذلك تعزيزاً وتأكيدا على دور الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية في نشر الوعي بالحضارة الإسلامية وتاريخ الإسلام المشرق.
واختتم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته بتقديم الشكر والتقدير للأيسيسكو وتقديم الدعوة لحضور المؤتمر لمشاركة الشارقة احتفالياتها قائلا: «وبصفتي رئيسا للجنة التنفيذية المسؤولة عن جعل هذا العام مميزا واستثنائيا في إمارة الشارقة، فإنني أقدم شكري العميق لمنظمة الإيسيسكو ولكل من ساهم في اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، كما أتشرف بدعوتكم جميعا لتكونوا معنا في الشارقة وتشاركونا عاما من الثقافة والعلم والمعرفة الإسلامية».
تسلم بعدها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي من معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة وبحضور سعادة الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو)، راية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، والتي قبلت بترحيب كبير من حضور المؤتمر والذين بدورهم حرصوا على تقديم التهاني والتبريكات لإمارة الشارقة متمنين لها التوفيق والسداد في عام تنصيبها بلقب الثقافة الإسلامية ومؤكدين على أحقية حصولها عليه وسط الجهود الثقافية التي تبذلها داخليا وخارجيا.
وفي كلمة لمعالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بهذه المناسبة جاء فيها : « يسعدني أن أتحدث إليكم في ختام أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في مدينة سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بمناسبة الاحتفال باختتام فعاليات المدينة المنورة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2013، هذه المناسبة الكريمة التي شُرفنا فيها بحضوركم ومشاركتكم واهتمامكم.
ويشرفني بداية أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله على ما شملونا به من رعاية ودعم لاحتضان هذه الاحتفالية وهذا المؤتمر، وعلى كل ما يعزز العمل الإسلامي المشترك ويخدم قضايا التضامن الإسلامي.
لقد تميز مؤتمرنا هذا باختيار موضوع في غاية الأهمية غير مسبوق في مجال العمل الثقافي الإسلامي هو المتعلق بالحقوق الثقافية. بل يمكن أن أقول إن اعتماد المؤتمر للإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية قد وضع العالم الإسلامي في موقع الريادة الفكرية والمبادرة الخلاقة على الصعيد العالمي، فأصبح لدينا اليوم إطار مرجعي على مستوى العالم الإسلامي في موضوع الحقوق الثقافية يصلح أن نُرافع به عن قضايانا الحضارية واختياراتنا الثقافية ونبني المشترك الإنساني مع بقية ثقافات العالم من موقع التميّز الحضاري، ونمتلك المرجعية الثقافية المتنورة التي تمكننا من بناء قدراتنا الذاتية والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وليس غريباً على الإيسيسكو أن تطرح موضوع تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام في ارتباط مع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. فهناك تكامل بين الوثيقتين مما يؤشر على تحول نوعي في العمل الإسلامي واستقلاله في امتلاك أجوبة العصر.
إن موضوع الحقوق الثقافية ذو طبيعتين: ثقافية وحقوقية، مما يعني أن هناك عملا ينتظرنا من أجل تضمين هذه الحقوق في تشريعاتنا الوطنية، وإنجاح الإصلاحات السياسية والاجتماعية عبر بوابة الحوار مع جميع شرائح المجتمع المدني لاسيما الشباب.
إن برنامج الإيسيسكو المتعلق بعواصم الثقافة الإسلامية قد أصبح من الأنشطة الناجحة على المستوى الإسلامي، وخير دليل هو لائحة العواصم المختارة من سنة 2005 إلى سنة 2024 بمعدل ثلاث عواصم كل سنة عن المنطقة العربية والآسيوية والإفريقية. وقد شهدت أغلب العواصم التي تم الاحتفال بها نجاحاً كبيراً وإقبالا شعبياً على فعالياتها. وإني أدعو إلى استمرار التواصل بين هذه العواصم من خلال المشاركة بأسابيع ثقافية لكل دولة تعرف بأبرز منجزات احتفالية العاصمة السابقة في الاحتفاليات المقبلة مما سيقوي مستوى نجاح هذا البرنامج الرائد ويفتح آفاقاً للتعاون الثقافي الإسلامي المشترك، ويقوي التضامن بين الشعوب الإسلامية ويعزز تنمية السياحة الثقافية.
في ختام كلمتي، أجدد الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهما الله على الرعاية الكريمة لمؤتمرنا وتمكيننا من الوسائل الكفيلة بإنجاح أعماله، كما أتوجه بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس اللجنة العليا لبرامج المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013، وأوجه له التهنئة باسمكم جميعاً بنجاح هذه الاحتفالية وتتويجها بالمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة. كما أشكر أخي معالي الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والفريق العامل معه على ما بذلوه من جهود في إعداد وثائق المؤتمر والإشراف عليه. وأخيراً أوجه الشكر إلى جميع الوفود المشاركة وأتمنى لهم مقاماً طيباً في طيبة التي عبِق عَرْفُها فعمَّنا طيبُه في هذه المناسبة الرائعة.
ويسعدني أن أتمنى النجاح لاحتفاليات العواصم المرتقبة، كما يشرفني أن أسلم علم الاحتفالية إلى سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2014 متمنياً لها النجاح ومعرباً عن استعدادنا للمشاركة فيها من خلال ما يراه أشقاؤنا في دولة الإمارات العربية المتحدة «.
كما ألقى الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) كلمة له أيضا بمناسبة ختام أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة قال خلالها: « يسعدني أن أتحدث إليكم في الجلسة الختامية للمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، الذي نجحنا، بفضل من الله تعالى وبتوفيقه، ثم بتضافر جهودكم، في تحقيق الأهداف التي رسمناها له. فكان من المؤتمرات ذات النتائج المهمّة التي تعزّز العمل الإسلامي المشترك، الذي ننهض به في نطاق الاختصاصات التي تعمل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في إطارها.
ولئن كان للجهود التي بذلها أصحاب المعالي والسعادة أعضاء المؤتمر، الأثـرُ القويُّ في الوصول إلى النتائج الإيجابية التي انتهى إليها، والتي تتمثـل في القرارات التي اعتمدها المؤتمر، فإن لرئاسة المؤتمر، بما تمتعت به من حصافة وكياسة وحسن التسيير، الأثـرُ الذي ساهم في تمهيد السبيل أمام المؤتمر لإنجاز المهام المدرجة في جدول الأعمال، ولإغناء رصيد المؤتمر بإنجازات متميزة لا تزال تـَتـَرَاكـَمُ دورةً في إثـر دورة، على النحـو الذي يجعل من العمـل الإسلامي الثقافي المشترك، رافعةً للتقـدم في هـذا المضمار، ودافعة ً لمواصلة العمل في هذا المجال الذي لابد أن نعترف أنه أحد أكثر مجالات العمل الإسلامي المشترك حيويةً وأهميةً.
لقد كان للدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة باستضافة هذا المؤتمر، وللرعاية السامية التي حظي بها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، كان لذلك كله التأثيـرُ الفاعل في إنجاح المؤتمر والخروج منه بهذه الحصيلة الطيبة من القرارات التي تعـدّ في حقيقة الأمر، من إنجازات الإيسيسكو التي نفخـر بها جميعـًًا، والتي تضاف إلى سجل الإنجازات التي حققتها المنظمة من عقد مؤتمراتها هنا في المملكة العربية السعودية؛ من دورتين للمؤتمر العام، وإلى دورتين للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، ودورتين للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة.