تتابع الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي ببالغ القلق التطورات المأساوية التي تشهدها وضعية حقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى وتندد، وبشدة، بالتصعيد الأخير في أعمال العنف وبما تناقلته التقارير من أعمال القتل الجماعي لمدنيين أبرياء جراء بواعث طائفية والتي يتسع نطاقها في هذا البلد. وتعرب الهيئة، وعلى نحو خاص، عن بالغ قلقها إزاء ما أوردته بعض التقارير عن أعمال انتقامية غير مبررة ترتكبها مليشيا «مناهضة بالاكا» ضد أبناء المجتمع المسلم الأبرياء في بانغي وفي غيرها من الأماكن الأخرى. وتشمل تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والإعدام بدون محاكمة وشن هجمات على المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، والتعذيب وسوء المعاملة والتمثيل بجثث القتلى، والاختفاء القسري، والعنف الجنسي وتفشي عمليات نهب الممتلكات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى تدنيس أماكن العبادة. كما أن ارتكاب تلك الأعمال التعسفية والفظاعات قد أفضت إلى نزوح جماعي للأشخاص وخصوصاً المسلمين منهم، داخلياً وعبر الحدود، بل وأسهم إسهاماً كبيراً في تفاقم الأزمة الإنسانية الحرجة في جمهورية أفريقيا الوسطى.
كما تشدد الهيئة على أن حرمة الحياة تحظى بقدسية بالغة لدى جميع الأديان والثقافات، وتدعو السلطات المختصة في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الحرص على ضمان عدم حرمان أي شخص من حقه في الحياة وسلامته الشخصية، وهي المسؤولية الأولية الملقاة على عاتق أي دولة. وعليه، تحث الهيئة كافة الأطراف المتورطة في النزاع على الوقف الفوري لأعمال العنف وإراقة الدماء وعلى تسهيل عملية تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها.