ماذا فعل الوزراء؟!

لا أعرف حقيقة مبرر هذا التصريح، و لا لماذا يأتي في هذا الوقت، لكن وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر تساءل أمام الصحفيين على هامش منتدى التنافسية، بأن الوقت قد حان للحديث بصراحة عن: «ماذا فعلنا كوزراء للمواطن؟! فالملك دائم السؤال عن ماذا قدمنا، و المواطن دائم السؤال عن ماذا نقدم، في ظل قوة الاقتصاد السعودي؟!!»

و لكي أجيب على سؤال وزير اقتصادنا و تخطيطنا، يجب أن أحيله أولاً لأصوات المواطنين التي بُحّت، و هي تطالب الاقتصاد السعودي القوي بأن يلتفت الى الأولويات: الإسكان، الصحة، التعليم، الطرق، النقل، التوظيف، الاتصالات و الكهرباء و الماء، صناديق الإقراض، مراكز التدريب و التأهيل، دعم المتقاعدين، برامج الضمان الاجتماعي و تأهيل و إيواء ذوي الاحتياجات الخاصة. ولن نتحدث هنا عن برامج الرفاهية الطاغية، و إن كان هذا من حقنا، بل عن الأساسيات التي يجب أن يتوجه لها التخطيط الاقتصادي، على المستوى القريب أو البعيد.

أنت قلت يا دكتور محمد: «يجب أن نعمل جادين على إيجاد فرص عمل وإيجاد آلية اقتصادية ملائمة لنواصل التقدم، و ألاّ نسمح لأنفسنا بالتراجع»، و هذا كلام جميل! و لكن منذ خطة التنمية الأولى و حتى اليوم، لا يزال كل وزير يمتدح ميزانيته أول العام ثم في نهاية العام لا نرى من المنجزات الموعودة إلا القليل. و يحق لك أن تقول عن نفسك و عن بقية الوزراء: « ماذا فعلنا كوزراء للمواطن؟!». لقد أغرقتم المواطن في دوامة البحث عن لقمة عيش و عن مسكن و عن مهرب من البنوك و الديَّانة!