يعتبر (الظربان) المخطط من أكثر الثديات نتانة، وهو ينتمي لفصيلة (Mephitis)، إن هذا الظربان يقذف من فمه سائلاً تفوح منه رائحة كريهة جداً تسبب الغثيان والدوار وقد تسبب الاختناق، وذلك حينما ينتابه الخوف من شيء ما،
ويحتوي هذا السائل على سبعة مكونات أساسية من ضمنها الكبريت وهو العامل الأساسي الذي يساعد على إفراز هذه الرائحة النتنة، ومن ضمن هذه المكونات: التينول، المينيل، واليونانيبتول، وهي مواد قوية إلى حد أن مقدار ملعقة صغيرة منها كافية لتنتشر هذه الرائحة في حوض سباحة أولمبي، إن الظربان يتميز بجلده السميك وهو من آكلات اللحوم، ينتمي للعائلة السمورية أو العرسية، والظربان له أذنان، قصير اليدين، وفيهما براثن حادة، طويل الذنب، ليس له ظهر، فقار وليس به مفصل، بل عظم واحد من مفصل الرأس إلى مفصل الذنب، وإذا ظفر به الناس يضربونه بالآلات الحادة فلا تعمل فيه حتى يصيبون طرف أنفه وهي نقطة ضعفه، لأن جلده مثل القد في الصلابة، وهو متسلق ماهر للأشجار والجدران والجبال والتلال، ويستطيع أن يحرك الصخور من مكانها بسهولة، يتكيف الظربان في المعيشة في جميع البيئات الصحراوية والوديان والغابات الجبلية وهو يفضل الأماكن الجافة، ويسكن بين الصخور وفي الجحور وتجاويف سيقان الأشجار الكبيرة، يأكل القوارض والطيور ويرقات الحشرات والسحالي والثعابين والفئران والديدان الموجودة بالتربة، عندما يمشي يحرك رأسه يميناً وشمالاً وعندما يراه الرائي يظنه يزحف زحفاً على الأرض لقصر قوائمه، أن - الإعلام السوري - بكل تنوعاته يشبه هذا الظربان بالضبط لا سيما وقد احتدمت في داخله هذه الصفات النتنة والقبيحة التي بها فجاجة وخبث وعبث وبلاهة، تثيره وتغضبه وتزعجه، حركات بلادي الدؤوبة الناجحة النشطة، وتأزمه قاماته الطويلة، وعبائة الضافية، غيمه رعده برقه ومطره الكثيف، ويبعثره الإبداع، وتزعجه الألحان الجميلة، والغصن والندى، ورذاذ المطر، ويصاب بالجنون والغيرة والحنق والانكسار عندما يرى الآخرين وقد نجحوا وفازوا وكسبوا، - الإعلام السوري - إعلام لا يفكر إلا في المكر والخديعة والدسائس والرجس وامتطاء صهوة الجياد المريضة، والتلذذ بلحم الجيف وبقايا العلف، تزاحمه فراغات موجعة، وأقبية مجهولة، وعفن رطوبة، مملوء بخرافات التأويل، إنه - إعلام - من رمل، ونص من خيبة، ولعبة من توهم، وخطاب غير رشيق، إنه شر يتبعه شر، وظلمة خانقة تتبعها ظلمة خانقة، وكلام أصفر يتبعه كلام أكثر صفرة، يبتدع وجوداً فعلياً لا أصل له، ليس له ميزة اشتعال ولا خلود ولا ازدهار ولا بارقة، إنه عملية إيهام تحيل إلى تناهٍ، مربوط بافتراضية التصحر والصدمة والأدوار المطاطية وكسر الشعور، لا ضوء ليه، ولا فراشات، ولا سراج منير، ولا هبات شعر، ولا بوح، إنه مثل بقايا القهوة اليابسة في قعر فنجان، يشبه شحوب الأرض، والعوز والمساء الدميم، ونبتة الصبار، وقصص العرّافات، وخيوط الليل، وريح السموم، وشجرة الشتاء الكئيبة، ومشهد الشياطين، مسعور هو بالوهن والوهم والتوهم، وإيقاع الشتائم، والكلام القصير، والبذاءة الكاملة، - الإعلام السوري - لا هو بهاء، ولا تلال رابية، ولا حقول تفاح، ولا عناقيد عنب مترفة، لا هو محبة، ولا شعر، ولا خيال، ولا حضور، ولا أشياء مرموقة، ولا إنجازات باهرة، ولا خطط بارعة، ولا طعم عذوبة، ولا رسم، ولا دراية عميقة، ولا تكوين يصيب الرائي بالدهشة، ولا قصيدة تصيب بالرعشة الخلاقة، ولا إمتلاء حرف، أو زخرفة مجردة، إنه مثل حفزات تحرشية نحو جهات معتمة، ومثل سراب يخادع أبصار العطشى، إنه أفعى تلعق التراب فتنساب بتشفي موغلة في الأذى، إنه مثل ظهيرة حينما يتجول الحر سلطان الهجير، هو غشاوة بصر وبصيرة، وعتمة ليل، ومشروع رمل وطين ووحل وزلزلة خراب، بقايا رماد، وموت كلام، ولون غبار، راوي يحكي بلا برهان ولا دليل، إعلام مطرز بالتعاسة، ويكتب بالسياسة، ويوجس خيفة، هو عتيق لكن ورب الجلال والفضاء وما حوى، هو أغبى غبي، بل أعتى غبي، خوفه تسلل خلف جهاته، مثل صفيق يريد التعري، فلا شيء فيه يغري، كضفدع يجيد النقيق، وحيداً حبى، وحيداً حطب وما جنى، لا بضاعة عنده تباع أو تشترى، سادر في الغي، يلوح بشبق للذاهبات إلى الحانات وشواطئ العهر والتعري، ويكتب خطاب كسيح، وكلام قيح، كل يوم له ألف حكاية، وألف وشاية، وألف قافية يشوبها الصخب والضجيج، - الإعلام السوري - مثل مزمار يواصل صناعة الألحان والأنغام لكن برتابة مملة كمن ينفخ في بالونة صغيرة ناعمة رقيقة، هدهد فر إلى بلقيس، لكن لا يعرف أن يقرؤها السلام، ولا كيف يكون الكلام.