في سورية لم يَعُد هناك ربيع، ولا فصل بديع، ولا شعر جميل، ولا غيم رفيع، ولا طائر رفيف، ولا حمل وديع، ولا سد منيع، لقد صار أمراً مريراً، حديداً ثلجاً وماءً صقعاً، وحالاً وجيعاً، وتحمُّله صار فظيعاً، تكلم الخناس، وجاء اليأس، وحل البأس، وضرب الفأس الرأس، وانكسر الكوز والكأس، فسَقط صرعى الناس، من كل المِلل والنّحل والأجناس، وما عاد الماس ماساً، ولا الناس ناساً، حين حلّ إبليس في خلال سورية وجاس، يتبعه رفاقه الظالمون، وأعوانه المنافقون الفاسدون، ومطبّلوه المارقون، الذين يحاولون جاهدين لعب دور المدافعين، الذين يريدون الناس قرابين، ليصبحوا على جماجمهم خالدين، ليحصلوا بعدها على المنافع، ويحتلوا أرقى المواقع، في سوق الخيانة الواسع، رغم مرضهم العضال، وسلوكهم الحثال، وذبحهم للناس والاعتقال، وآثامهم التي تنوء من حملها الجبال، لا يأبهون لما قيل عنهم ويُقال، لأنهم يحسبون فعلهم نضالاً، وأنهم أبطال أبناء أبطال، ومستقبل الأجيال، ويملكون الثروات والمال، وما عرفوا أنّ للحال مآلاً، أعمال الظالم في سورية وأعوانه لم تَعُد خافية، ولا للحق مجافية، لقد حطموا تطلّعات الناس والأهداف، وبتروا الأطراف، وجاؤوا بالموت سماً زعافاً، لكن بعد أربعة عقود، حطّم الشعب القيود، وبذل الجهود، من أجل الهدف المنشود، رغم أنف الحاسد والحقود، وجند ما وراء الحدود، والليكود، ودولة المجوس واليهود، لم تذق أعينهم الوسن، وحاكوا من نسج التضحيات الكفن، لأجل غد سعيد للوطن، فعقود القمع التي يقشعر منها البدن، ستنداح وينداح العفن، فرفيع المقام، توجّه إليه بقوة أصابع الاتهام، لقد طمس حقوق الأكثرية، وعبث بقضاياهم المصيرية، وحرق أهدافهم الجوهرية، بكل الطرق الهمجية القسرية، ووسائل القمع العصرية، فتصرف بعنصرية، وعذّب المطالبين بالحرية، في أقبية سجونه السرية، ولم يعبث للأنام، وحالكات الأيام، واستمع فقط من حوله من اللئام، زمر القتل والإجرام، المتعطشين للدم والانتقام، لقد اتحدت في سورية قوى الشر والظلام، ووزعت بينهم الأدوار والمهام، وأعطي لشرهم الأعلام، ودفعت لهم الأموال، وقيل لهم حرضوا على القتال والصدام، فانتبهوا يا أحبتنا الشرفاء في سورية للفتنة الحرام، فهي غاية النظام، الذي لا يريد الخير ولا السلام، ولا المحبة ولا الأمن ولا الوئام.