* تسألني كمتخصص في المجال الإعلامي عن العوامل المؤدية إلى زيادة حدة التعصب الرياضي؟ وأجيبك.. ينبغي أن ننظر لهذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة.. من منظور التراث الاجتماعي وثقافة المجتمع، أولاً: التعصب القبلي المقبول في الماضي وقبل توحيد المملكة لازال واحداً من أبرز العوامل المؤثرة بطريقة أو بأخرى في زيادة حدة التعصب بين الشباب، فلا يمكن ان نعالج أو نحدد زيادة التعصب دون أن نزيل ما علق في أذهان الجيل اليوم، وهي ثقافة الإقصاء دون مبرر (؟.!!)، مثلها مثل العمل الإداري حيث لا زال يدار بمنظور شيخ القبيلة..!! وليس بالحكمة والأنظمة والقوانين (أي عمل مؤسساتي)، ولا بد من حبة الكتف والخنوع والتحدث إذا طلب منك وان تنهي فنجان قهوتك قبل ان ينهي رئيسك، وأن لا تشرب بعده، إذا نحتاج إلى إعادة تشكيل العقل على أسس من الوطنية والاحترام والعمل؛ خدمة للدين ثم المليك والوطن، ثانياً: من أسباب التعصب قله الوعي، لا أقصد نقصا في المستوى التعليمي، فتصريح سمو أمير الرياضة والشباب في أن بعض البنوك التي رغبت رعاية ودعم الأندية وجدت في طريقها أعضاء شرف من ناد منافس تهدد بسحب أرصدتها. ثالثاً: بوادر التعصب ومعالجته ظلت مهملة ومهمشة لأن هناك المستفيد والأخطر من ذلك هناك من يحاول أن يخترق الأمن الوطني، وهو مدحور بتوفيق من الله وبسهر رجال الأمن البواسل.
هناك من يزرع ذلك التعصب لتفكيك أواصر المحبة بين المواطنين السعوديين بالتحديد، فالتجارب الحاضرة لي في دول ليست بعيدة عنا، كان واحدة من أسباب الصراع هو استغلال الشعب بالنكتة أو السخرية واليوم بدأت المفاهيم، فمن يعلق الجرس، الله أعلم. رابعاً: وسائل الإعلام وخصوصا القنوات الفضائية مع تأثير قنوات التواصل الاجتماعي والانترنت (الفيسبوك، التوتير، الواتس آب، وغيرها)، أدوات محفزة ومؤثرة في تغيير الاتجاهات المعرفية لدى الجمهور بل تأثير الإشاعات والمفاهيم وغيرها في عقلية الشباب من أخطر العوامل في زيادة حدة التعصب. وكنتيجة حتمية فإن خلق التعصب الرياضي السلبي يؤدي إلى الأحقاد والضغينة والعنف والعنصرية وهذا الأمر هو الأخطر على البناء الاجتماعي ووظائفه.