من الجلسة الأولى للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، ظهر تورّط حزب حسن نصر الله الذي يتخذ اسم (حزب الله) زوراً وأساء لهذا الاسم، فقد أظهر المدعي العام استناداً للوقائع أن الحزب الذي لا يعدو كونه عصابة مافيا كبيرة تجمع بين خدمة الأهداف السياسية لنظام ملالي إيران وجرائم الإرهاب والقتل وتجارة المخدرات، إن هذا الحزب العصابة وضع خطة إرهابية لاغتيال رفيق الحريري وتفرَّغ اثنان من كبار قادته لمراقبة تحركاته وتنقلاته أكثر من ثلاثة أشهر، حيث تفرَّغ مسؤول المهام العسكرية في ميليشيات حسن نصر الله والمدعو مصطفى بدرالدين، ومساعده سليم عياش لمتابعة تحركات الشهيد وخصصوا شبكة اتصالات مغلقة بينهم وبين خلية المتابعة، وتحت إشراف مصطفى بدرالدين المتخصص بتدبير العمليات الإرهابية، جهزت أدوات الجريمة، حيث تم تجهيز حافلة حملت بألفين وخمسمائة من المتفجرات الشديدة (طنين ونصف) وهي كمية كبيرة جداً، كان من الممكن اكتشافها لو كان هناك مسؤولون مخلصون في قوى الأمن في ذلك الوقت، آخر أظهر الشريط المصوّر لتحركات هذه الشاحنة البيضاء تتحرَّك في خط مواز لسير موكب السيد الحريري، إلا أن ما قدَّمه السيد مدّعي عام المحكمة الدولية أن هناك تواطئاً كبيراً من الأجهزة الأمنية ومن السلطات، إذ كيف يتسنى لحزب أن ينشئ شبكة اتصالات خاصة به خصّصت قنوات منها لمتابعة تحركات أهم شخصية سياسية في البلد والذي كان الرجل الذي أعاد للبنان استقراره وأعاد له السلم الاجتماعي وأعاد إعماره من خلال ورشة إنماء وبناء كانت مثالاً للدول التي تعيد بناء ما خرّبته الحروب، ومع هذا كانت عصابة حسن نصر الله وبمساعدة المخابرات السورية التي كانت تهيمن على لبنان وتعيث فساداً في أرجائه، كما كان لعناصر مخابراتية محلية دور في تسهيل العملية الإجرامية كون هذه المخابرات مخترقة من قبل السوريين.
ما قدَّمه المدّعي العام في الجلسة الأولى من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أدلة دامغة على تورّط عصابات ما يُسمى بحزب الله، أولها رفضه تسليم المتهمين الرئيسيين في الجريمة مصطفى بدر الدين وسليم عياش، كما أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعرف مكان وجودهما في المرابع الأمنية لعصابات حسن نصر الله ومع هذا يؤمن حزب مافيا الجريمة والإرهاب ملاذاً آمناً لهؤلاء القتلة الذين يعدون المخططين الرئيسيين لجرائم الاغتيال التي شهدها لبنان واستهدفت قادته السياسيين الوطنيين ومفكريه من الإعلاميين والكتّاب الوطنيين الذين لم يرضخوا لإرهاب ملالي إيران ونظام بشار الأسد.