المصريون وهم يتوجهون أمس وأمس الأول إلى صناديق الاستفتاء للتصويت على الدستور الجديد (دستور 2014) يظهرون وكأنهم متوجهون إلى فرح.. فرح أمة، فرح يؤكد انتصار وطن كاد يختطف ويذهب في دوامة لا نهاية لها، ولهذا كان الإقبال على صناديق الاستفتاء يومي الثلاثاء والأربعاء فرحاً عامراً لكل المصريين.. وبالذات النساء والعمال والناس العاديين الذين يحلو للمصريين تسميتهم بـ(الغلابة).
هؤلاء الغلابة شعروا بأن الدستور وُضع من أجل إنصافهم، فتوجهوا بمئات الآلاف نحو صناديق الاستفتاء للتصويت بنعم.
أيضاً الطبقة المثقفة التي يحلو للمصريين تسميتهم بـ(النخبة المثقفة) توجهت بالآلاف إلى صنادق الاستفتاء، ولم تكتف بذلك بل قامت بجهد كبير قبل الاستفتاء تمثل في شرح مواد الدستور وتوضيحه للمواطنين سواء في الندوات أو ورش العمل أو في اللقاءات التلفزيونية وعلى الصحف وجميع وسائل الإعلام.
المصريون جميعاً دون استثناء، إلا الذين في قلوبهم مرض، كانوا يشعرون أنهم أمام مهمة لإنقاذ وطنهم عبر تنفيذ مراحل خطة المستقبل، والتي تبدأ أولى خطواتها بإقرار الدستور، وهكذا فقد عزم المصريون أمرهم وتوجهوا بالملايين للتصويت للدستور بنعم، معطين إشارة بدء العمل بخطة المستقبل. ويظهر ومن خلال أقوال الذين ذهبوا للتصويت والذين قابلتهم الفضائيات التلفزيونية أن الأكثرية عرفت بنود الدستور، وأنهم لقوا شرحاً واهتماماً من الطبقة المثقفة، فالرجل المسن والرجل العامل والعادي والمتقاعد والمرأة جميعهم يتكلمون ويتحدثون عما أضاف لهم الدستور. وهذه هي المرة الأولى حسب اعتقادي أن يحظى دستور مصري بهذا الإقبال وهذا الفهم، وهو ما يؤشر إلى أن مصر قد وضعت أقدامها على الطريق الصحيح لتنفيذ خارطة المستقبل.