مع بداية إجازة نصف العام انطلقت أفواج الراحلين عن مدنهم والمتجهين إلى خارج المملكة وعلى وجه الخصوص دول الخليج المجاورة, وقلة قد تذهب إلى داخل المملكة إلى مكة والمدينة ثم إلى جدة والطائف وأبها.
ولكن المقارنة لا تكون في صالح الداخل لأن مناطق الجذب هي التي توجد في الخليج.
ويحق لنا أن نسأل: ما هي الأسباب التي تدعو للسفر خارج المملكة في مثل هذه الإجازات رغم الفرص الكبيرة للسياحة في الداخل والتي تنطلق من التنوّع البيئي، فهناك مدن الجبال والسواحل والمناطق الصحراوية؟ والجواب قد يكون باختصار شديد أن الإنسان أصبح في حاجة إلى وسائل ترفيه جاذبة لا تخرج عن حدود العرف ولا تتعارض مع الدين ومع ذلك فهي مفقودة ولم يلتفت إليها إلى اليوم على الرغم من جهود هيئة السياحة والآثار ومحاولاتها لوضع بنية استقطاب لسياح من الداخل.
وقد تكون الهيئة قد نجحت في جذب فئة من المجتمع, ولكن تظل الفئة الأغلب من الأسر بأطفالها في حاجة إلى ما يكسر روتين الحياة ويدخل البهجة إلى النفوس ويعين على التعرّف على قضايا متنوّعة ويوفر الجو للاستفادة من وسائل ترفيهية تزيح عن النفوس ما أثقلها في فترة ماضية.
ومثل هذا الكلام الذي كتبته اليوم تكرر, ويتكرر كثيراً وسيتكرر حتى يلتفت بشكل واضح وقوي إلى ما يسهم إلى إبقاء الناس داخل مدنهم, وجذبهم إلى مدن داخل المملكة عن طريق التوسع في إقامة الحدائق العامة والإكثار من حدائق الحيوانات التي تتفق مع المعايير الدولية.
وأي وسائل ترفيه للأطفال والأسر والاهتمام بالسياحة الصحراوية كما هو في دبي التي تجذب سياحاً أوربيين وغيرهم يأتون للاستمتاع بجو الصحراء ولكن في ظروف قاسية تساعدهم على ممارسة حياتهم اليومية دون إزعاج مع الاستمتاع بحياة الصحراء.
كما أن فتح المجال أمام مدن الساحل الكثيرة التي لم يستفد منها إلى اليوم ابتداءً من حقل في الشمال إلى جزر فرسان في الجنوب.
فلو أن هذه المناطق وجدت فيها البنية التحتية السياحية الملائمة لفضّلت دون شك على مواقع خارج المملكة.
ثم أعرف أن هناك مئات الجزر التي تتبع المملكة والتي تتناثر في الخليج والأصح لماذا لا يلتفت إليها وتقام فيها استثمارات سياحية ومن ثم تكون منطقة جذب سياحية.
ثم لماذا لا يلتفت إلى الطائف بشكل جاد وقوي لتعود إلى سابق عهدها وهي مؤهلة لذلك فالطائف في مركز إستراتيجي فهي قريبة من الرياض ولا تبعد عن مكة إلا مسافة بسيطة, وهي قريبة من جدة وقريبة من المدينة المنورة وتتميّز بطقسها الرائع وتكثر فيها المناطق البيئية الجميلة مما يؤهلها لتكون أفضل منطقة سياحية في المملكة ولكن مع الأسف منذ سنين وهي غائبة عن الساحة رغم أن هناك جهوداً بذلت ولكن في ظني أن الأمر يحتاج إلى رأس مال كبير لإعادة تأهيل الطائف لتكون «مصيف المملكة الأول» كما كانت.
إنها خواطر مع بدء الإجازة وشد الرحال إلى المواقع الجاذبة.