أشرت أمس إلى ضرورة إشراك جهات تمثل المواطن، في مراقبة أداء الجهات الحكومية. وتأتي هذه الضرورة، لأنّ ربعنا يعشقون تمجيد أنفسهم في التقارير التي يكتبونها عن أنفسهم، ويرفعونها لكبار المسؤولين، إلى درجة لا تجد سلبية واحدة في كل ما عملوه طيلة سنة كاملة، ولا توصية واحدة بحل مشكلة أو تجاوز عقبة. ومن هنا فقدنا الثقة في كل هذه التقارير، وصرنا نعتبرها معاريض لطلب الترقية الوظيفية.
أثناء مشاركتي في برنامج الثامنة مع داود الشريان الأسبوع الماضي، كان مقترحي الرئيس لمراقبة أداء مراكز الرعاية الصحية الأولية، هو إشراك جهات رقابية حكومية من خارج وزارة الصحة، مثل مجالس المناطق، لتكون هي الحكَم في ضعف أو تميُّز المركز. وهكذا نضمن أن تكون هناك جهة حيادية، تمثل المواطن و لا تمثل الجهة الحكومية، تقوم بعملية التقييم، سواءً من ناحية المبنى أو الأداء المهني أو التجهيزات الطبية.
إنّ تطوير مراكز الرعاية الطبية الأولية، سيكون الحل السحري لمشكلتنا الأزلية مع الخدمات الصحية. نحن نهتم بتطوير وتلميع المستشفى التحويلي، على الرغم من إنّ ذلك يستهلك ميزانيات ضخمة. ولو أنّ جزءاً من هذه الميزانيات وُجّهتْ للمركز الأولي، لأنقذنا الإثنين، ولبدأنا في تحقيق المفهوم الحقيقي للرعاية الأولية، وفي كسب احترام المراجع لها.