من المواقف المضحكة المبكية التي تعيشها الساحة من (بعض) الفنانين، أقول البعض، رغم أان هذا البعض يشمل أسماء كبيرة في خبراتها وتجاربها، ويمر بأسماء من الجيل الشاب المتميز، ويصل إلى الغالبية من ذلك البعض وهم المشتغلون بالفن للفن وللمناسبات.
ولنبدأ من آخر كلمة في الأسطر السابقة، وهي (المناسبات) إذ لا نجد لهؤلاء أي حضور أو مشاركة الا عند الطلب، أو التكليف، او حينما يقع عليهم الاختيار للمشاركة في مناسبة خارجية، وهذه لها قصص وحكايات لنا معها وقفات قادمة، والطلب هنا يتنوع ويتعدد فمنها طلبات تجميل أحد مرافق المؤسسات الرسمية التابعة للدولة أو القطاع الخاص فكليهما مصدر كسب، او عند معرفة هؤلاء أن هناك سبيلا للتسويق من قبل صالة او فرد ممن وجدوا في الفن التشكيلي مجالا اقتصاديا يمرر من خلاله اعمال سعودية إلى الخارج عبر صالات في دول الخليج، أبرزها في دبي او أبو ظبي.
هذا التجاوب من أولئك الفنانين لا يمكن أن يختلف على جدواه وعائداته الا جاهل، لكن الأمر يتعلق بقوة العمل ومستواه الفني فقد قيل إن احد الخطاطين عند احد الخلفاء يتراجع مستوى أدائه يوم السبت ويرتقي ويصل إلى درجة التفوق والجمال يوم الخميس والسبب انه ينقطع يوم الجمعة للعبادة، ما يعني ان توقفه يوما واحدا تسبب في رداءة خطه، فكيف بفنان يتوقف أشهر ثم يعود إلى اللوحة أو قطعة النحت خلال دقائق او ساعات لينجزها على أحسن حال.. فكرة كانت او تنفيذا يحفظ تاريخه وتجربته.
هذه حال الكبار، فكيف بالفئات الأخرى التي لا زالت طرية الأنامل والفكر والثقافة التشكيلية، لا تتعامل مع اللوحة إلا حينما يتلقون اعلانا او دعوة من جهة ترغب في بعض أعمالهم تشجيعا لهم، لقد شاهدنا وشاهد غيرنا مثل تلك الاعمال وتلك المستويات ( المسلوقة) تتقاذفها الأيدي حرجا عند محاولة إبلاغ اصحابها برفضها وتألما عن قبولها. ناهيك عن لوحات التفصيل حسب المقاس والفكرة وصولا إلى الرسم على جدران المسابح.