1 - في البداية كان (التعلُّم).. وكان فردياً إلاّ في حالات نادرة يتحوّل إلى (تعليم) حينما برز فلتات اجتذبوا إليهم طالبي العلم فبرزت مهنة المعلِّم ونشأت صفة التلاميذ.. واتفق المعلمون على أنّ المعلِّم الأول هو سقراط.. ثم مع تقدم البشر طغى التعليم واكتسح كل مستويات الحياة فتشكّلت الشعوب حسب توجيهه.. لأنّ التعلُّم فردي ذاتي الدوافع، بينما التعليم جماعي بدافع خارجي.. لذلك فالتعلُّم بطيء والتعليم أسرع.. والتعلُّم اجتهاد والتعليم نقل.. رغم كل تلك الاختلافات إلاّ أنّ التعلُّم والتعليم متصلان لا يقوم الأول إلاّ بالثاني.. فالتعلُّم هو الأصل وهو مهمة الأقلية من العلماء والحكماء في المجتمعات.. بينما التعليم مهمة الأكثرية من العامة.
2 - المعلومة هي المادة الخام يمكن أن تكون اسماً أو رقماً أو ملاحظة أو قولاً أو شهادة أو حدثاً.. أي أنها شيء فردي غير مرتبط بمعلومة أخرى ويمكن أن يُبْنَى عليها تحليل ورؤية.. وهي في الذهن في مقام الحقيقة.. لكنها حقيقة مفردة محصورة بشخص أو موقع أو زمن أو شيء محدّد بعينه.
3 - المعلومة هي أساس المعرفة.. فلا معرفة بلا معلومة كما أنّ المعلومة لا تعني المعرفة.. والمعرفة تصبح خاطئة إذا كانت مبنية على معلومة خاطئة لأنّ المعرفة تدل على الاستيعاب والإدراك.. بينما المعلومة يُبْنَى عليها الموقف من الأمور والأشياء.. وتُسْتَمد منها القدرة على التفسير والتحليل والتأويل.
4 - العلم هو منهج يفحص المعلومة ويختبرها.. ويحدد طرائق التفكير فيها والتحليل لها والاقتباس منها.. وعليها يمكن بناء الاستنتاجات واستنباطها.. أي أنّ العلم هو وسيلة لاستخدام المعلومة للوصول إلى المعرفة الحقّة.. والكشف عن طبيعة العلاقة بين العوامل والمتغيّرات التي تُنْتِج ظواهر معيّنة.
5 - مع تقدم التكنولوجيا سيتحوّل التعليم إلى تعلُّم.. وكأننا نعود إلى الكرّة الأولى.. وبذلك تنتهي قولبة التلاميذ وتتضح الفوارق الذهنية بينهم وتتوقف الأساليب التقليدية في تصنيف الطلاب حسب فئاتهم العمرية.. ويصبح التعليم مفصّلاً ومصمّماً خصيصاً لكلِّ طالب على حدة، حسب تجربته التعليمية ونموه المعرفي، وبما يحقق ويلبِّي احتياجاته المعرفية.. وسيتحوّل التعليم إلى تدريب والفصول الدراسية التقليدية إلى فصول إلكترونية.. وهنا تتحوّل الشهادات إلى آليات قياس كفاءة لا قياس مستوى تعليمي.
6 - مرحباً بالأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم.