ما أن تم الإعلان عن وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمشروع «القرية الترفيهية للتراث والإبل» بمدينة الرياض على مساحة (35) مليون متر مربع حتى انطلق المغردون بتويتر بالتهكم على المشروع والقائمين عليه مستنكرين توفير مساكن للإبل قبل توفيرها لمن يحتاجها من المواطنين.. الأمر الذي أفسد الفرحة وحَوَّل الإنجاز إلى شعور محبط.
اللافت للنظر أن معظم تهكم المغردين اختزل المشروع بمساكن للإبل فقط.. وأن الحكومة تقدم حق الإبل بالسكن على حق المواطن في السكن.. رغم أن المشروع أطلقته أمانة منطقة الرياض التي لا شأن لها بالإسكان بعد أن نقلت كافة الأراضي المناسبة للسكن إلى الوزارة.. حيث جاء المشروع في إطار تفكير وتحرك الأمانة لحل مشكلة المدخل الشرقي للرياض وذلك بعد الشكاوى المتكررة لسكان وزوار العاصمة من انتشار الإبل وأحواشها ومخلفاتها وما يترتب عليها من تلوث بيئي وبصري.
أجزم بأن معظم تهكم المغردين جاء بسبب صياغة الخبر إعلامياً دون وضع الإطار الذي يُفهم الخبر من خلاله.. مما جعل المغردين يضعوه في إطار المشكلة الإسكانية وهو ما أثار كل ذلك الضجيج والاحتقان.
وللاستيضاح أكثر فقد بحثت في الشبكة الإلكترونية عن المشروع فوجدت ما يوجب علينا أن ننصف القائمين عليه تخطيطاً وتنفيذاً.. فالمشروع يقع خارج مدينة الرياض.. وهو بعيد كل البعد عن المناطق السكنية ما يجعله غير مناسب للتخصيص للإسكان حالياً... والمشروع خدمي ترفيهي ويلبي حاجة كثير من فئات المجتمع حيث يشتمل على الحدائق والمتنزهات التي تحيط بمخيمات المتنزهين مع التجهيزات الأساسية ومواقع ترفيهية للأطفال.. مما سينشط المنطقة سياحياً ويوفر الكثير من الفرص الاستثمارية والوظيفية للشباب السعودي بالاستثمار أو العمل بالعيادات البيطرية ومحلات الأعلاف والمستلزمات ومراكز الزوار والحراسات الأمنية ومركز الحرف الصناعية واليدوية والمطاعم والمقاهي ومدرسة تعليم ركوب الإبل وساحات المزاد والمركز الترفيهي للشباب ومضمار سباق السيارات.. إضافة إلى المرافق العامة من مساجد ومواقف ودورات مياه ومركز طبي.
توفير أراضي الخدمات الصناعية والزراعية والخدمية والترفيهية من صميم مهام أمانات المدن وبلدياتها.. ولا شك أن مثل هذا المشروع الحيوي التنموي مهم لتنشيط العديد من القطاعات ولا يتعارض مع مهام وزارة الإسكان بتاتاً.. وكل ما نتمناه أن ينفذ بسرعة ويدار بجودة عالية ضمن الجدول الزمني المرسوم له.. فالرياض بحاجة لمثل هذه المشاريع للتخفيف من وطأة المدينة وضغوطها.