الأمير نواف وصناعة المنظومة الرياضية

قرأت في صحيفة الجزيرة تصريحاً للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ينبئ عن توجه جديد لدى الرئاسة لإعادة تشكيل الوعي فيما يخص الألعاب الرياضية غير كرة القدم، حيث يقول الأمير نواف: «إن الرئاسة بصدد دعوة كافة الجهات المعنية بالألعاب الرياضية لتكوين منظومة عمل وفق منظور إستراتيجي لتطوير كافة الألعاب».. ويقول أيضاً: «إن الأبطال الذين يصلون لمنصات التتويج في كل الدول غالباً ما يكونون من منتجات المدارس وملاعب البلديات والقطاعات العسكرية وغيرها».. ويؤكّد: «إن الأبطال ليسوا صناعة اتحادات رياضية إنما صناعة مجتمع متكامل بكافة هيئاته».

ما يقوله الأمير نواف ينم عن فكر مبشّر ونتمنى أن يتحقق بأسرع وقت ممكن وخصوصاً أننا مجتمع تزيد نسبة الشباب فيه على (65%) ونحتاج أن نُفَعِّل كافة الهيئات من مدارس وبلديات ومراكز رياضية أهلية وأندية رياضية وجامعات وغيرها لنتمكن من توفير فرص ممارسة الألعاب الرياضية لأطفالنا وشبابنا طوال العام وفي فصل الصيف على وجه الخصوص.

ولكن وبعد أن اطلعت على استطلاع أجرته صحيفة اليوم بعنوان «الرياضة المدرسية.. دور غائب في اكتشاف مواهب الألعاب المختلفة» والذي يشير لعقبات كبيرة أمام المدارس في إنتاج الرياضيين واكتشاف المواهب والدفع بها للأندية الرياضية التي تدفع بالمميز منها بعد تأهيله إلى المنتخبات الرياضية.. وإذا أضفنا إلى ذلك أن الأندية الرياضية تركز بشكل كبير على كرة القدم وتهمل بقية الألعاب.. مع عدم قدرة البلديات على إنشاء وتشغيل الملاعب في ساحاتها وحدائقها.. وأن موازنة الاتحادات الرياضية ضعيفة جداً مقارنة بمهامها ومصاريفها أدركت أن حجم التحديات التي ستواجهها الرئاسة لتطوير كافة الألعاب كثيرة وكبيرة أيضاً.. وزد على ذلك أن الإعلام الرياضي يلبي رغبات القراء والمشاهدين ولا يصنعها وبالتالي يركز على كرة القدم ويترك بقية الألعاب.. أعتقد أن الموضوع يصبح غاية في التعقيد.

أنا هنا لا أمنح الرئاسة العامة صك براءة ولا أقول لمسؤوليها أريحوا أنفسكم فالشق أكبر من الرقعة.. ولكن أقول إن التوجه الذي أعلنه الأمير نواف هو توجه إستراتيجي ونحن بأمس الحاجة له ويتطلب جهداً كبيراً واستثنائياً على كافة المستويات للعمل بشكل جماعي لتتضافر الجهود لبناء رؤية عمل واحدة مركزة تتجه نحو تحقيق هذا الهدف الكبير والهام وفق مؤشرات أداء رياضي تحدد الفجوة وتبيّن مدى التقدم في الإنجاز بمرور الوقت.

آن للرئاسة أن تقدّم رؤية وبرنامج عمل لتطوير كافة الألعاب بقيادتها لمكونات المنظومة الرياضية من قاعدة الهرم الرياضي في المدارس حتى قمته المتمثّلة بالأندية الرياضية.. ولعل المتابع يلحظ تفرّغ الأمير نواف مؤخراً لكل الألعاب ودعوته للإعلام الرياضي أن يكون لكل الرياضات وليس لكرة القدم فقط.. ولا نملك نحن المتابعين عن بعد إلا الدعاء له بالتوفيق.. ودعوة الجميع لدعمه في إستراتيجية الرئاسة الجديدة لما في ذلك من فائدة عائلية على المستوى الخاص ووطنية على المستوى العام.