قرر المجلس الوطني السوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في المعارضة السورية مقاطعة المحادثات المزمعة في جنيف التي تستهدف إنهاء الصراع المحتدم في سورية منذ نحو ثلاثة أعوام. وقال المجلس الوطني السوري في بيان انه بعد بحث الأمر من كل زواياه السياسية والعسكرية والإنسانية فإن الأمين العام للمجلس لم ير ما يشجع ولم ير أجندة واضحة يمكن على أساسها أن ينجح الاجتماع، ومن ثم فإن المجلس يؤكد قراره السابق بعدم الذهاب إلى جنيف 2 بسبب الأوضاع الحالية. والمجلس جزء من ائتلاف أكبر للمعارضة من المقرر أن يتخذ قراره النهائي بشأن المشاركة في محادثات جنيف 2 يوم الاثنين المقبل. وقرار المجلس بعدم حضور اجتماعات جنيف يمكن أن يزيد الضغوط على الائتلاف الذي قال انه مستعد مبدئيا لحضور المؤتمر لكنه لن يفرض بالضرورة قراره.
ميدانيا قتل العشرات من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومناصريهم خلال معارك مع مقاتلي المعارضة شمال سورية اعتبرها الائتلاف الوطني المعارض «ضرورية» من أجل مكافحة «التطرف» و»تنظيم القاعدة الذي يحاول خيانة الثورة». وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «36 عنصرا من الدولة الإسلامية في العراق والشام ومناصريها قتلوا، وتم اسر ما لا يقل عن 100 آخرين خلال اشتباكات تجري منذ فجر الجمعة مع مقاتلي المعارضة السورية في ريف حلب الغربي وريف ادلب الغربي الشمالي». كما قتل خلال الاشتباكات 17 مقاتلا معارضا ينتمون إلى كتائب إسلامية وغير إسلامية، بحسب المرصد. واعلن «جيش المجاهدين» الذي تشكل مؤخرا في حلب، الحرب على الدولة الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة «حتى إعلانها حل نفسها أو الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الأخرى أو تركهم أسلحتهم والخروج من سورية». واتهم «جيش المجاهدين» في البيان تنظيم الدولة الإسلامية بـ«الإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرها» من النظام السوري.
واعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن دعمه «الكامل» للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة. واعتبر الائتلاف في بيان أصدره السبت انه «من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات (الرئيس السوري بشار) الأسد وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة».
على جبهة مقابلة، تتواصل العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. ففي ريف دمشق، تعرضت أحياء في مدينة يبرود إلى قصف من قبل القوات النظامية التي قامت كذلك برمي البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة عدرا. وفي دير الزور (شرق)، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، مشيرا إلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين» دون أن يحددها. وفي وسط البلاد، قامت القوات النظامية بقصف محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص.