أبها – عبدالله الهاجري:
اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير بأن العنف الأسري لم يصل إلى كونه ظاهرة رغم كثرة قضاياه في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن ما يطرح في الإعلام من قضايا بعضها لا يعكس الواقع الاجتماعي والديني، الذي يوصينا بحسن التعامل مع الأبناء والزوجات.
وألمح أمير عسير خلال تدشينه ملتقى «العنف الأسري .. الواقع والمأمول»، بأن بعض الصحافيين قد يثيرون هذه القضية دون قصد منهم، في محاولة للحصول على سبق في نشر مثل هذه الأخبار دون الرجوع لمصادر الخبر لتوثيقها.
وأضاف: «هذا الملتقى هام جداً لكونه يعالج مشكلة خطيرة جداً وهي -العنف الأسري - وأتمنى أن تكون توصيات هذا الملتقى حلاً للكثير من المشكلات التي تعترض مسار الحياة المطمئنة الآمنة وأن نجد هذه التوصيات مطبقة على أرض الواقع».
وزاد: «نحن بلد عربي مسلم وديننا الإسلامي وسنة نبينا الكريم تحثنا على التسامح وعلى الرفق والتعامل الطيب مع الأبناء والزوجات ومع الأيتام ومع كافة شرائح المجتمع».
وقال سموه: أصبحنا نسمع كثيراً عن قضايا العنف الأسري في الأعوام القليلة الماضية، وأتمنى أن لا تتطور في قادم الأيام لتصبح ظاهرة، وأن نتكتل كمؤسسات الدولة في إبراز مخاطر هذه القضية، من خلال الملتقيات والندوات والبحوث كما يحدث في ملتقانا هذا، وهو ما يحد من عدم انتشارها أكثر ووضع حلول جذرية لمعالجتها.
ووجه سموه رسالة للآباء والأمهات في محاربة هذه القضية، وهي ضرورة التسامح واتباع ما أوصانا عليه ديننا الحنيف في جانب الرفق مع الأطفال والزوجة.
وأوضح سموه أنه يجب على الإعلام أن يبين العنف الأسري على حقيقته دون مبالغة للبحث عن إثارة، كونه شريكا مهما في محاربته والقضاء عليه.
وأضاف سموه هناك بعض الصحافيين وليس كلهم، هدفهم السبق الصحافي دون التأكد من مصادر الخبر وتوثيق معلوماته، ومثل هذه الأمور تنعكس سلباً على معالجة مثل هذه القضايا، وقال: الإعلام له دور كبير في إصلاح الأخطاء، كما أن الإعلام رافد مهم من روافد التنمية، ولكن بتبيان الأمور على حقيقتها وتوضيحها للقارئ أو المستمع وهذا ما سيجعلها بالتأكيد ستنعكس إيجاباً على حل العديد من القضايا.
وكان سموه قد شهد توقيع اتفاقية هيئة حقوق الإنسان مع كل من مجلس شباب منطقة عسير، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم»، والمجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة عسير.
من جهته قال رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان: يعد العنف الأسري أخطر أنواع العنف، وعادة ما يكون ضحايا العنف هم الأفراد الأضعف في الأسرة ممن لا يستطيعون أن يصدوا عن أنفسهم الأذى وخاصة المرأة والطفل، وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، وتعود الأسباب في ذلك إلى عوامل متعددة ومرتبطة بكيان الأسرة تكويناً وحجماً وظروفاً اجتماعية وتعليمية وغيرها وإلى عوامل مجتمعية خارجة عن نطاق الأسرة.
من جهته قال المشرف على فرع هيئة حقوق الإنسان بعسير الدكتور هادي اليامي، أن الهيئة سجلت خلال العام المنصرم أعلى مستويات العنف الأسري، إذ بلغت الشكاوى والحالات المسجلة لديها «576» قضية تعنيف ضد المرأة والطفل مقارنة بـ «292» شكوى وحالة لعام 1433هـ، فضلا عن تسجيل وزارة العدل لعدد «108» قضية عنف أسري وإيذاء خلال العام الماضي، إضافة إلى «409» حالة عنف سجلتها لجان حماية الأسرة في الشؤون الاجتماعية ليصبح الإجمالي «1093» حالة خلال العام بمعدل 3 حالات عنف وإيذاء يومياً.