تبوك - عبدالرحمن العطوي:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك مساء أمس الأول جامع الوالدين الذي أقيم على نفقة سموه ويتسع لأكثر من 15000 مصلٍّ بمساحة أكثر من 125 ألف متر مربع , بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الجامع وكيل إمارة منطقة تبوك محمد بن عبدالله الحقباني ومديرو الإدارات الحكومية بالمنطقة , حيث أزاح سموه ومعالي وزير الشؤون الإسلامية الستار عن اللوحة التذكارية معلناً بذلك افتتاح الجامع . بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة وبدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمةً قال فيها «إن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك سن سنة حسنة لم يسبقه إليها أحد ببناء جامع كبير بهذه المساحة الكبيرة في المملكة, وأحمد الله على هذا الإنجاز العظيم . وأعرب عن شكره لسموه على القيام بهذا المشروع الضخم الذي نقرأ جميعا فيه رسالة المملكة التي يحتفي بها ويعلي علمها ويقوي مقامها من تولى أمورها وفي المقدمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ . وقال معاليه في هذه المنطقة أقمتم لنا هذا المشروع ليكون دلالة على هذه الرسالة العظيمة لكل من يدخل المملكة قاصداً الحج أو العمرة أو الزيارة». وأفاد معاليه بأن قوة الإسلام في قوة عقيدته وشريعته وقوة حضارته , مبيناً أن هذا الجامع فيما يراه الجميع يحكي هذا المعنى ويحكي المعنى الحضاري لما نرى ورأى معاليه أن الجامع يلفت نظر الجميع فيه هذا الاسم العظيم الذي نسج تحت مسمى»جامع الوالدين»جمعاً نراه يجمع الوالدين في برٍ وإحسان وهذا يحرك في الجميع هذه السنة العظيمة سنة البر بالوالدين في حياتهما وبعد مماتهما وهذه الأعمال الصالحة العظيمة التي يتوجه بها إلى الله جل وعلا . بعدها أدى سموه ومعالي وزير الشؤون الإسلامية وجموع المصلين صلاة العشاء. ثم أدلى صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك بتصريح قال فيه:» الحمد الله الذي مكّننا من القيام بهذا المشروع بمسمى - جامع الوالدين - وندعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لهما وأن يتقبل كل من يصلي في هذا المسجد , ورحمة الله عليهما هما من دلانا على طريق البر والعمل الصالح , والحمد الله أبناءبنات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - قائمون كلهم على هذا النهج إن شاء الله» . وأضاف « أحمد الله الذي مكّنني من هذا العمل وعلى كل حال هذه البلاد ليس بغريب أن تقام فيها مثل هذه الأعمال إذا عرفنا أن ولاة أمرنا منذ أن توحدت هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وهم رواد في هذه الأعمال في بناء المساجد وعمارتها وما نشاهده في المملكة من إعمار وتوسعة للمسجد الحرام خير دليل» , شاكراً الله تعالى على منه وكرمه وتوفيقه , داعياً لكل من أسهم في بناء هذا المسجد من خبرات ومن رجال عملوا على تصميم هذا المنجز وعلى رأسهم المهندس السعودي نبيل عباس . وأعرب سمو أمير منطقة تبوك عن شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على حضوره ومشاركته , داعياً الله تعالى أن يكون هذا المسجد منارة للعلم وفهم الإسلام الصحيح ونشر المحبة والوئام والخير بين الناس. ويعد جامع الوالدين أنموذجاً فريداً في التصميم والبناء حيث تقف مآذنه الست ذات الارتفاع البالغ 46 مترًا شاهدةً على ذلك, فقبته الرئيسية التي يصل قطرها إلى 25 مترًا واحدة من أكبر القبب الفريدة عن بقية الجوامع والمساجد بتبوك والمملكة فضلاً عن تجهيزه ليكون منارة دينية حضارية وكانت تفاصيل الجامع الذي وضعت لبناته الأولى في الـ 22 من شهر جمادى الأولى عام 1433هـ بمتابعة من سمو أمير المنطقة ، مستوحاة من رؤية جديدة في عمارة المساجد، ومحاولة لطرح فكر جديد لشكل الجامع دون المساس بالقواعد والأصول الإسلامية ليكون إضافة جديدة للتطور الحضاري والعمراني الذي تعيشه المملكة ، فيما راعت الفكرة المعمارية للجامع توفير ساحة كبيرة خارجية للصلاة، إلى جانب الحدائق والمناطق الخضراء المحيطة بالمسجد لفصله عن الشوارع ومواقف للسيارات تجنباً للضوضاء والتلوث وتحقيقاً للهدوء الذي تتطلبه شعيرة الصلاة. وجاء تصميمه انسيابياً يتيح استيعاب صفوف أمامية كبيرة للمصلين وتصغر كلما اتجهنا للخلف,محققاً كثيراً من المرونة في دخول وخروج المصلين في أوقات الذروة ويتسع الجامع لأكثر من 15000 ألف مصل داخل أروقته وخارجها، خصص منها قسم للنساء يتسع لـ3000مصلية، وهو عدد كبير يعكس مساحة الجامع الكبيرة وتصميمه العمراني الفريد الذي يجعل منه علامة بارزة بنطقة تبوك. ويقع جامع الوالدين على مساحة إجمالية تصل إلى 125 ألف متر مربع وتحيط بالجامع ساحات خارجية مرصوفة ومكسوة بالمسطحات الخضراء تقدر مساحتها بأكثر من 30 ألف متر مربع بالإضافة إلى 300 نخلة وأكثر من 1500 شجرة متنوعة , كما صممت مواقف السيارات لتتسع لأكثر من 5000 سيارة، مع وجود مصعد كهربائي، ومبنى خاص لسكن الإمام والمؤذن يصل مساحته إلى 1300 متر مربع. وروعي في تصميم الجامع متطلبات واحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة فجهز بشاشات عرض حديثة تتيح لرواد الجامع من هذه الفئة الاستفادة من المحاضرات والدروس والندوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم, كما يضم جامع الوالدين مكتبتين علميتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء وغرفة خدمات لإدارة أنشطة الجامع . وجهز الجامع بالسجاد الفاخر وزود بأكثر من 7000 نسخة من القرآن الكريم ، إلى جانب المستلزمات من حوامل مصاحف وتوفير كراسٍ لكبار السن وغيرها من الأعمال التي تخدم المصلين . وبحسب الموقع الحيوي الذي يقع عليه الجامع فسيكون معلماً رئيسياً من معالم منطقة تبوك، فهو يأتي على مفترق طرق رئيسية ويطل على كورنيش تبوك، ومحاذٍ للطريق الدولي الذي يسلكه الحجاج والمعتمرون والزوار أثناء قدومهم من منفذ حالة عمار.